استقلالية المدارس
الباحث التربوي / عباس سبتي
كتبت قبل
عطلة نصف السنة عن إعطاء صلاحيات لإدارات المدارس الاستقلالية كي نطور التعليم في
ديرتنا وقد ذكرت جهود اللجان والمؤتمرات التي عقدت في مجال تطوير المنظومة
التعليمية بالكويت ، وهنا أحاول أن أذكر
تجربة من تجارب الدول المتقدمة تعليمياً كي لا يقول قائل أننا نرفض تجارب غيرنا ،
ومن جهة أن يستأنس من يهتم بالتعليم وغيور على أبناء الوطن بهذه التجارب والجهود
ليكون التغيير يبدأ من الداخل ، و كذلك مناقشة تذمر أولياء الأمور واحتجاجهم على
وزارة التربية بعد استخراج نتائج الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي .
(2011-2012)
بعد مجيء
حكومة جديدة في استراليا عام 1992 م ، تعالت الصيحات من أولياء الأمور والمعلمين
بتردي أحوال التعليم وكان التركيز على تغيير أساليب التعليم والتعلم ، أي جعل
الطالب محور عمليتي التعليم والتعلم ودور المعلم مساعد له وأن يكون هناك تغيير
حقيقي في المناهج الدراسية والتدريب المهني للمعلمين يتماشى مع التغييرات وتطوير
طرائق وأساليب تقويم الطالب وتطوير أسلوب إدارة الفصل بحيث يكون الطالب قد اتقن
مهارات الاتصال وحل المشكلات والتعلم عن طريق الأقران والاستفادة من الانترنت
والتعليم المتلفز وغيرها من أدوات التكنولوجيا في تعلم الطالب ، أي أن التعليم لا
يقتصر نطاقه داخل المدرسة فقط بل ويمتد خارجها ، وأن يواكب تغيير المناهج المدرسية
تغيير مناهج كليات إعداد المعلم ذلك أن المعلم الجديد لا بد وأن يعرف ماهية
المناهج المدرسية وأساليب التعليم والتعلم الجديدة قبل أن يعمل في المدارس ، مع ان
المعلم الجديد عندنا لا يعلم عن مناهج المدرسة شيئاً .
وأهم بنود
منح صلاحيات للمدارس : تخصيص قاعة للتدريب على أساليب التعليم والتعلم وقد يتطلب
ذلك أن تخصص مدارس نموذجية تقام فيها الدورات التدريبية وتكون كل مدرسة نواة
لتطوير حركة التعليم ، وهذا يعني فك الارتباط بين إدارة المدرسة والمنطقة
التعليمية وديوان الوزارة كي نطلق على هذه المدارس " مدارس مستقلة "
بمعنى منح صلاحيات واسعة لهذه المدارس ، لأن حركة التطوير تبدأ في الميدان لا في
غرفة اجتماعات قياديي التربية ، لا نقصد
منح الاستقلالية للمدارس دون تغيير عقليات مدراء ومديرات المدارس من خلال التدريب
المكثف ، أوقد يكون ذلك بمنح رخصة التعليم لقيادة المدرسة أو اجتياز دورات وحلقات
دراسية تمنح درجة الماجستير والدكتوراه في مجال الإدارة المدرسية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق