البيئة المدرسية

البيئة المدرسية

الباحث التربوي / عباس سبتي

     تقدم أحد النواب بمقترح إلى وزير التربية وهو اعتماد نظام المدارس النموذجية كما جاء في إحدى الصحف المحلية بتاريخ 27/11/2011 ، وجاء في المقترح أن المدارس النموذجية تحوي المرافق المدرسية كالمختبرات وورش عمل العلمية والفنية والملاعب والصالات ، وبدورها أشارت اللوغاني  أن الوزارة تعتمد بالفعل نماذج ومخططات إنشائية حديثة للأبنية المدرسية لكل مرحلة تعليمية بما فيها المختبرات والورش والتقنيات والملاعب .

أقول :

     ليس هناك جديد في المقترح المقدم حيث أن المدارس حديثة البناء تتصف بهذه المرافق  عندنا ، ولا ادري لماذا التركيز على المبنى المدرسي ويشهد بعض الخبراء الأجانب لمدارس الكويت بتميز المبنى المدرسي الذين زاروا بعض المدارس وفق المواصفات الدولية ، صحيح أن الوزارة تتبنى بعض المواصفات في المبنى المدرسي لمدرسة المستقبل لكن ليس بتطوير وتحديث المبنى يكفي لتطور التعليم فقط  ، وقد تناولت في مقال سابق أن بعض مدارسنا تتبنى نماذج من البيئات المختلفة لتعليم الطلاب وتعريفهم على هذه البيئات وأماكن تواجدها ، فهذه البيئات يشعر الطلبة عندما يشاهدونها إنهم يعيشون فيها .

     كنت أود أن يقترح هذا النائب وغيره الأساليب لجذب الطلبة إلى المدرسة في وقت بات المعلمون والإدارات المدرسية يشتكون من عزوف الطلبة عن الدراسة ، يحتاج الأمر إلى الغور في نفوس هذه الشبيبة والمراهقين والصغار من الطلبة لماذا يكرهون الدراسة ولماذا لا يقبلون على الدراسة من تلقاء أنفسهم وإنما يدفعون إلى المدرسة دفعاً كأنهم يساقون إلى السجن .

     نحن مع تحديث المبنى المدرسي وجعله مكان متعة ولعب ومكان تعليم وتعلم لكن ذلك لا يكفي طالما فكر طلابنا ليس نحو الدراسة والنجاح والتفوق ، وإنما فكرهم حول كيفية ممارسة الألعاب الاكترونية وكيفية التغلب على الخصم الوهمي والخيالي ، هل الألعاب التربوية تحل محل الألعاب الاكترونية ؟ لم تعد الألعاب التربوية تدرس في كثير من المدارس بسبب عدم جدواها وعدم اقبال الأطفال عليها لأنهم يفضلون الألعاب الاكترونية عليها وهذا يعني حرمانهم من المهارات الكثيرة التي تناسب سنهم خاصة وأن أكثر الالعاب الاكترونية تركز على العنف والحركة الشديدة العشوائية ، وهل يأتي يوم تصبح الالعاب الالكترونية من أساليب التعليم ؟