تقرير إجراء
البحوث في المجتمع
الباحث التربوي / عباس سبتي
مقدمة :
تهتم دول
العالم بإجراء البحوث في مختلف مجالات العلوم ، وتنفق على هذا الإجراء الأموال
الكثيرة لما لهذه البحوث من أهمية بتنمية بلدانها ، وتقاس درجة تقدم الدول بكثرة
البحوث بها وما تخصصه من ميزانيات أو موازنات في مجال البحوث وكثرة مراكز البحوث
والدراسات ، ولعل من أسباب تأخر دول العالم الثالث أو الدول النامية هي قلة الاهتمام بمجال البحوث فيها ،
وقد يرجع ذلك إلى عدم وعي شعوبها بأهمية
وفوائد البحوث في تنمية بلدانها ، إلى جانب قلة المراكز البحثية الحكومية
والخاصة في هذه الدول ، وقد تلجا أكثر هذه الدول إلى الخبراء الأجانب لإيجاد حلول
للمشكلات المستعصية لديها ، وقد لا تحل هذه المشكلات بشكل نهائي بسبب عدم معرفة
طبيعة المجتمعات وتقاليد شعوبها من قبل هؤلاء الخبراء .
سوف يركز
هذا التقرير على البحوث الاجتماعية التي تجرى بين أوساط المجتمع .
الباحث التربوي والاجتماعي :
قد يكون عمل
الباحث التربوي يختلف نوعاً ما عن عمل الباحث الاجتماعي لكن هناك وظائف مشتركة بين
العملين خاصة في خطوات إعداد البحوث وتشابه المشكلات التي يتناولها هذان الباحثان
، وقد يتبادر إلى ذهن بعض أن مجال الباحث الاجتماعي أوسع من مجال الباحث التربوي ،
فالأول عمله يشمل كل فئات وشرائح المجتمع بينما الباحث التربوي يتعامل مع المشكلات
داخل أسوار المدرسة ، مع صحة هذا القول ألا أن طبيعة عمل الأثنين تتيح لهما سهولة
العمل في مجالي المجتمع والمدرسة والأسرة .
معوقات إجراء البحوث في المجتمع :
يواجه
الباحث بعض المعوقات عند إجراء البحوث في المجتمع نتيجة لعوامل منها ترجع إلى
الباحث نفسه ومنها ترجع إلى أفراد المجتمع .
العوامل المتعلقة بالباحث :
- عدم معرفة
المشكلات في المجتمع خاصة التي لها تأثير في حياة الناس .
- عدم معرفة
الباحث بعادات وتقاليد المجتمع وكيفية التفاعل مع أفراد المجتمع .
- عدم
مراعاة الباحث الوقت المناسب للتواصل مع أفراد المجتمع سواء الاتصال المباشر
والشخصي أو عن طريق الهاتف أو عن طريق المراسلة وغير ذلك .
- وضع نموذج
استطلاع رأي في بعض الأماكن التي يتواجد بها الناس دون تنبيههم إلى وجود دراسة أو
استطلاع رأي لهم .
- محاولة
إيقاف بعض الأفراد في هذه الأماكن لاستطلاع آرائهم دون مراعاة لخلفيتهم الثقافية ومدى شعورهم
بخطورة مشكلة الدراسة أو عدم معاناتهم بهذه المشكلة أو عدم تخصيص وقت كاف لاستطلاع
آرائهم ومراعاة لوقتهم .
العوامل المتعلقة بأفراد المجتمع :
-
ضعف وتدني وعي
أفراد المجتمع أهمية البحوث في المجتمع وفي الدولة .
- عدم الاهتمام الكافي لمجال البحوث في المناهج الدراسية
مما ينعكس سلباً على طلاب المدارس وعدم تفاعلهم مع الباحثين أو إحجامهم في
المشاركة في إجراء البحوث .
- عدم شعور أكثر أفراد المجتمع بالمشكلات الاجتماعية التي
يعاني منها أفراد المجتمع وآثارها على المجتمع ككل كالطلاق والتفكك الأسري والتأخر الدراسي وتعاطي
المخدرات والمسكرات وغيرها .
- شعور بعض الناس بعدم إعطاء بيانات أو معلومات خاصة لأنها
من خصوصيات الإنسان لذا يمتنع بعضهم بعدم ذكر هذه المعلومات أو أعطاء بيانات لا
تكون مهمة لمشكلة الدراسة ، وبالتالي تكون نتائج الدراسة غير مؤثرة وغير صحيحة .
- عدم وضوح عمل الباحث ودوره في المجتمع كما بالنسبة
للمهام الأخرى مثل الطبيب أو المعلم أو المهندس وبالتالي لا يلقى الباحث التجاوب
والتفاعل الناس معه وأنه صاحب رسالة وله دور في حل مشكلات المجتمع .
- يحصل خلط والتباس بين عمل الاختصاصي الاجتماعي أو النفسي
وبين الباحث الاجتماعي أو التربوي وعلى الرغم من أن الباحث ملم بقضايا المجتمع
والأسرة إلا أنه يقوم بإجراء البحوث لعلاج
هذه القضايا ، بينما في الغالب الاختصاصي الاجتماعي يحل بعض المشكلات الموجودة في
المدرسة أو في الأسرة دون إجراء البحوث ، لذا يكون الباحث عمل أوسع وأدق في تعامله مع المشكلات في المجتمع وفي الأسرة وفي
المدرسة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق