الأحد، 1 ديسمبر 2013

تقييد تفكير الطالب




تقييد تفكير الطالب
الباحث التربوي / عباس سبتي

     يلتزم طلاب المدارس بما في الكتب المدرسية من معلومات وحقائق ثابتة يحقظها الطلاب من أجل اجتياز الاختبارات .

     وقد وجد النقد إلى الكتاب المدرسي من قبل أهل الميدان من التربويين بل ومن غيرهم ، يقال أن من أسباب هذا النقد أننا نعيش عصر تفجر المعلومات بحيث تظهر معلومات وحقائق جديدة على ساحة العلم بسرعة البرق ، بينما الكتاب المدرسي يحوي بين طياته معلومات أكل الدهر عليه وشرب كما يقول المثل وتكون معلومات الكتاب المدرسي مضادة للمعلومات الجديدة وقد يحتار المعلمون وطلابهم في الأخذ بها او رفضها  ،  ومن النقد الموجه أيضا أن المعلومات الجديدة التي ظهرت على يد العلماء تصحح المعلومات القديمة ، بينما الكتاب المدرسي يؤكد على هذه المعلومات وتصبح المعلومات الجديدة شاذة لا يمكن قبولها عند طلاب المدارس ومدرسيهم .

     ومع ظهور الكتاب الالكتروني ما يمتاز به من مميزات تفوق مميزات الكتاب المدرسي ، فأن المدارس في البلدان النامية لا تستفيد مدارسها من هذا الكتاب الالكتروني وبالتالي تقيد هذه المدارس طرق التفكير لدى الطلاب في عصر يشجع على تنمية التفكير وينمي الموهبة والابتكار عند الطلاب ولعل من أسباب ضعف المخرجات التعليمية في هذه البلدان تقييد التفكير وقتل روح الابداع لدى طلاب المدارس ، والكتاب المدرسي يجعل المعلم يستخدم طريقة الإلقاء والمحاضرة والالتزام بالمعلومات الواردة في هذا االكتاب وبالتالي لا يستطيع المعلم أن يبدع ويبتكر أو يستخدم طرق جديدة للتدريس وهذا ينعكس على الطلاب وعلى مستويات تفكيرهم ، وليس أمامهم سوى حفظ  هذه الملومات ولا يبحثوا عن غيرها ولو كانت أصح منها .

     الكتاب المدرسي قد يعطل الأهداف التعليمية المرسومة ولا تتحقق هذه الأهداف بسبب تقييد تفكير الطلاب ، بينما وضع حرية التعبير وإبداء الرأي كهدف تعليمي لا يمكن تحقيقه طالما قيد الطلاب بالكتاب المدرسي فالطالب لا يستطيع أن يعبر عن رأيه ، كذلك وضع هدف تنمية التفكير وتنمية روح الإبداع من الأهداف المعطلة في ظل تعاطي معلومات الكتاب المدرسي .

     وأخيراً تشكل طباعة الكتاب المدرسي عبئاً كبيراً على ميزانية وزارة التربية وكان الأجدر ان تصرف بعض أموال طباعة الكتاب المدرسي على بقية المنظومة التعليمية ، أليس هذا صحيحاً ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق