نظام الامتحان
الباحث التربوي / عباس سبتي
بمناسبة عقد الاختبارات
الفصلية تسمع كثيراً من الطلبة أن امتحان مادة كذا صعب ، أو أن السؤال الفلاني غير
مباشر ولا نعرف ما المطلوب .
للأسف نظامنا التعليمي
للامتحان يعتمد بشكل كلي على طريقة الحفظ وما يخطه الطالب في الورقة ولعل الحظ أحياناً
يحالفه في نيل الدرجات العليا خاصة في الأسئلة الموضوعية ، ولا ننسى تناقل الطلبة
الإجابات الصحيحة فيما بينهم من خلال الإشارات قد لا يتعرف عليها المراقبون على
الطلبة ، وتكون درجة الطالب في الاختبارات
التحريرية ثلاثة أرباع الدرجة الكلية والنهائية .
توجد أسئلة موضوعية مثل أسئلة الاختبار من
متعدد وأسئلة الصواب والخطأ وأسئلة المزاوجة ، وتوجد أسئلة مقالية ويجب في أسئلة
الاختبار الموضوعية والمقالية لا تقيس الحفظ والتذكر فقط .
ناهيك أن الطلاب لم
يتدربوا على الأسئلة التي تثير التفكير وتشحذ روح الابتكار وتكوين الرأي الخاص له
، لذا يلاحظ هذه الأيام أن التواجيه الفنية تطالب روؤساء المواد الدراسية بوضع بعض
الأسئلة التي تشتمل على هذه الأنواع من الأسئلة .
ولكن يلاحظ أن صياغة مثل
هذه الأسئلة تحتاج إلى مهارة قلما توجد في
رؤساء الأقسام العلمية أو في بقية
المدرسين ، حيث لم يتدرب هؤلاء على بناء مثل هذه الأسئلة وكذلك لم يدربوا طلابهم
كيفية الإجابة عليها ، وأعتقد أن علينا أن ننسف نظام الامتحان الحالي لنبني نظاماً
جديداً يعتمد على طريقة التفكير وكيفية كيف يفكر الطالب ويكون رأياً خاصاً به خاصة
في الأسئلة التي تطلب منه كيفية التصرف أو مواجهة مشكلة ما وكيفية حلها مثلاً ،
وأن تكون هناك درجة يحصل عليها الطالب من خلال البحث والتحقيق .
على المعلمين أن يعرفوا
مواصفات الاختبار قبل وضع أسئلة الاختبار ، مثل تحديد هدف الاختبار والمحتوى
العلمي الذي يغطيه والعمليات الذهنية المطلوب قياسها في المحتوى ونوع الأسئلة
وعددها الوقت الذي يستغرقه الاختبار .
كذلك أن يكتب المعلم
السؤال بدقة بحيث لا يكون هناك لبس وغموض يواجه الطالب أو صعوبة في فهم العبارات .
وأن لا
تقيس الاختبارات جانب الحفظ فقط لدى الطلبة
بل ويتعدى ذلك إلى جوانب التحليل والتركيب والتقويم التي تركز على
المستويات العليا من التفكير ، واما الاختبارات الشفوية فلا بد من تحديد المعارف
والمهارات والمواقف التي تشتمل عليها المادة العلمية أو المحتوى وتوزيع الأسئلة
على هذه المجالات وتحديد الفترة لكل طالب في الإجابة وتحديد الدرجة ، مع توفير
الجو النفسي خاصة لمن يعاني من الخجل والقلق الزائد من الطلبة ، وأن تكون درجة الاختبار التحريري نفس درجة الاختبار الشفوي ، على أن يمتحن الطالب أمام
لجنة خاصة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق