الأحد، 1 ديسمبر 2013

القرارات التربوية




القرارات التربوية
الباحث التربوي / عباس سبتي

     أكثر المقالات التي كتبت في العدد السابق من " المعلم " والذي صادف مع انخراط طلبة الثانوية في الدراسة ، معنونة ببدء " السنة الدراسية الجديدة "، و مع أصدار " المعلم " عددها الجديد علماً أن طلاب الثانوية قد ذهبوا إلى مدارسهم وبال أصحاب المقالات مشغول ب" أنفاونزا الخنازير " ، وركزت المقالات على هذا الوباء القاتل ، فكانت بداية الدراسة للمدارس الثانوية تحدياً للمسئولين بالوزارة حيث رصدت  كاميرات الصحفيين تحركات وزيرة التربية وطاقمها وهم يزورون مدارس منتقاة في تحدي لهذا المرض  ، مما شجع بعض أولياء الأمور الذين ترددوا في إرسال أبنائهم إلى المدارس في المرحلة المتوسطة والابتدائية ، أن يتأثروا بهذه التحركات والزيارات إلى المدارس أي ولسان حالهم يقول :  ان الوزارة مهتمة بصحة أبنائهم ، هل يعني ذلك أن هؤلاء الأولياء لا ينتابهم هذا القلق والخوف خاصة بالنسبة لأولياء أمور طلبة المرحلة الابتدائية ؟

     كان مقالي السابق يبعث على التفاؤل ، لكن هذا المقال اكتبه قبل دوام طلابنا وأبنائنا طلبة المرحلة المتوسطة والابتدائية ، فهل ما زلت متفائلاً في تحدي هذا الوباء " الخنزيري " ، بل واستمرار تفاؤل أولياء الأمور الذين ينتظرون القرارات الصادرة من مبنى رقم (1) إن صح التعبير ، فكانت القرارات ببدء دوام طلاب الثانوية اولاً وهكذا بالنسبة للقرارات الأخرى ، وقد لا يعني أولياء الأمور من يخرج القرار التربوي وكيفية آلية إخراجه خاصة مع بداية هذه السنة الدراسية طالما يفكر المسئولون بوزارة التربية بصحة أبنائهم ، لكن الأمر يختلف معنا كتربويين كما سوف يأتي .

     صحيح أن المقالات في " المعلم " كانت فيها توجيهات عامة ومتعلقة بهذا الوباء بل ومفيدة ، لكن لا أظن وهنا الطامة الكبرى أن يهتم بها المسئولون ، لماذا؟

     أقول إن نظام التفكير بالقرار التربوي وصنعه وإخراجه للتنفيذ لا يعلم به أكثر القياديين في المناطق التعليمية إلا بعد توزيع القرار عليهم ، وقد يلوم بعضهم بعض القرارات لعدم جدواها ولعدم اخذ أهل الميدان رأيهم بها ، ولكن لا يستطيع أن يرفع صوته أكثر خاصة إذا كان من عنصر " الرجال " .

     اتخاذ القرارات المتعلقة ببدء السنة الدراسية مع اجتياح هذا الوباء البلاد كان في العطلة الصيفية ، ولعل سرعة صنع هذه القرارات وإخراجها دون أخذ رأي بعض القياديين بل ورأي أولياء أمور الطلاب تعكس طبيعة آلية صنع القرار واتخاذه بالوزارة ، لكن لا نريد أن تستمر هذه الآلية يقوم بها فقط قيادي مبنى رقم (1)  ولو أن بعض هذه القرارات كانت صائبة ، حيث ان هموم التربية ليست متعلقة بمسئولي التربية وإنما ببقية شرائح المجتمع ومنها أهل الميدان خاصة والكل يفكر بطلاب المدارس ، لماذا ؟  لأنهم أبناء هذا المجتمع ، ولابد أن يكون لأفراد هذا المجتمع نصيب في هذه القرارات .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق