القرارات
التربوية
الباحث
التربوي / عباس سبتي
أكثر المقالات التي كتبت في العدد السابق من " المعلم " والذي
صادف مع انخراط طلبة الثانوية في الدراسة ، معنونة ببدء " السنة الدراسية
الجديدة "، و مع أصدار " المعلم " عددها الجديد علماً أن طلاب
الثانوية قد ذهبوا إلى مدارسهم وبال أصحاب المقالات مشغول ب" أنفاونزا
الخنازير " ، وركزت المقالات على هذا الوباء القاتل ، فكانت بداية الدراسة
للمدارس الثانوية تحدياً للمسئولين بالوزارة حيث رصدت كاميرات الصحفيين تحركات وزيرة التربية وطاقمها
وهم يزورون مدارس منتقاة في تحدي لهذا المرض
، مما شجع بعض أولياء الأمور الذين ترددوا في إرسال أبنائهم إلى المدارس في
المرحلة المتوسطة والابتدائية ، أن يتأثروا بهذه التحركات والزيارات إلى المدارس
أي ولسان حالهم يقول : ان الوزارة مهتمة
بصحة أبنائهم ، هل يعني ذلك أن هؤلاء الأولياء لا ينتابهم هذا القلق والخوف خاصة
بالنسبة لأولياء أمور طلبة المرحلة الابتدائية ؟
كان مقالي السابق يبعث على التفاؤل ، لكن هذا المقال اكتبه قبل دوام طلابنا
وأبنائنا طلبة المرحلة المتوسطة والابتدائية ، فهل ما زلت متفائلاً في تحدي هذا
الوباء " الخنزيري " ، بل واستمرار تفاؤل أولياء الأمور الذين ينتظرون
القرارات الصادرة من مبنى رقم (1) إن صح التعبير ، فكانت القرارات ببدء دوام طلاب
الثانوية اولاً وهكذا بالنسبة للقرارات الأخرى ، وقد لا يعني أولياء الأمور من
يخرج القرار التربوي وكيفية آلية إخراجه خاصة مع بداية هذه السنة الدراسية طالما
يفكر المسئولون بوزارة التربية بصحة أبنائهم ، لكن الأمر يختلف معنا كتربويين كما
سوف يأتي .
صحيح أن المقالات في " المعلم " كانت فيها توجيهات عامة ومتعلقة
بهذا الوباء بل ومفيدة ، لكن لا أظن وهنا الطامة الكبرى أن يهتم بها المسئولون ،
لماذا؟
أقول إن نظام التفكير بالقرار التربوي وصنعه وإخراجه للتنفيذ لا يعلم به
أكثر القياديين في المناطق التعليمية إلا بعد توزيع القرار عليهم ، وقد يلوم بعضهم
بعض القرارات لعدم جدواها ولعدم اخذ أهل الميدان رأيهم بها ، ولكن لا يستطيع أن
يرفع صوته أكثر خاصة إذا كان من عنصر " الرجال " .
اتخاذ القرارات المتعلقة ببدء السنة الدراسية مع اجتياح هذا الوباء البلاد
كان في العطلة الصيفية ، ولعل سرعة صنع هذه القرارات وإخراجها دون أخذ رأي بعض
القياديين بل ورأي أولياء أمور الطلاب تعكس طبيعة آلية صنع القرار واتخاذه
بالوزارة ، لكن لا نريد أن تستمر هذه الآلية يقوم بها فقط قيادي مبنى رقم (1) ولو أن بعض هذه القرارات كانت صائبة ، حيث ان
هموم التربية ليست متعلقة بمسئولي التربية وإنما ببقية شرائح المجتمع ومنها أهل
الميدان خاصة والكل يفكر بطلاب المدارس ، لماذا ؟
لأنهم أبناء هذا المجتمع ، ولابد أن يكون لأفراد هذا المجتمع نصيب في هذه
القرارات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق