الإصلاح
التربوي لا يأتي من الخارج
الباحث
التربوي / عباس سبتي
لعل بعض منا عنده عقدة " الخواجه " ، لا أدعي أن هذا المصطلح
مناسب في طرح قضية هامة عندنا ألا وهي " الإصلاح التربوي " ، لكن كتبت
التقارير في الخارج ودخلت من النافذة ووضعت على طاولات المسئولين ، صحيح أن هذا
الإصلاح التربوي يتداول على مستوى الدول عندما يكون الحديث عن التنمية وأشكالها ،
إلا أن الأصح أن يقوم أبناء الدول بكتابة التقارير لأنهم الأدرى بما في البيت
(الوطن) ويعرفون الداء والدواء ، مع عدم هضم حق الآخرين في الإدلاء بآرائهم ، وحق
الأجيال الاستفادة من تجارب الآخرين .
التقارير التي عالجت واقع التعليم المؤلم عندنا والمقترحات التي طرحت فيها
لإنقاذ الموقف التعليمي الكويتي هي : تقرير " بلير " رئيس وزراء
البريطاني السابق ، وتقرير البنك الدولي ، وتقرير المركز البريطاني وتقرير معهد
التنمية الكوري ، والتقرير الإحصائي لمجلس التخطيط الأعلى ، وكل هذه التقارير صدرت
في 2008م .
لنا وقفة مع كلمة وزيرة التربية على تعقيبها على هذه التقارير ، وفي هذه
الكلمة اعتراف صريح بضعف الواقع التعليمي ومناقشة هذا الضعف مع قياديي الوزارة (
متى ؟ ) ، وتشابه تقريري " بلير " وتقرير مجلس التخطيط الأعلى بإبراز
هذا الضعف إلى جانب توصيات المؤتمر الوطني لتطوير التعليم الذي انعقد في 17-19
فبراير 2008م .
والسؤال الذي يطرح نفسه ما مصير التوصيات والمقترحات التي طرحتها فرق عمل
المؤتمر الوطني لتطوير التعليم ، وقد مضى أكثر من سنة ونصف سنة من هذا المؤتمر ،
ولم تفعل توصيات هذا المؤتمر بعد ، لماذا ؟؟
ولقد صرفت أموال باهظة على هذا المؤتمر فينبغي أن نسارع في دراسة توصياته ،
وألم يسأل الغيور وزيرة التربية السابقة لماذا لم تشكل فرق عمل لتتدارس توصيات
المؤتمر ؟
وماذا يعني أن نكلف " بلير " وغيره في دراسة واقعنا التربوي
وعندنا الأكفاء ، وقد قام أبناء الوطن من
التربويين والباحثين وغيرهم في المؤتمر المذكور في كتابة الدواء بعد فحص مرض تردي " الحالة التعليمية " عندنا
.
وأخيراً نطالب اللجنة التعليمية لمجلس الأمة أن تنبه المسئولين بالتربية في
الإسراع بتفعيل توصيات " المؤتمر الوطني " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق