المسابقات العلمية
الباحث التربوي / عباس سبتي
من أساليب
التعليم والتعلم إجراء المسابقات العلمية
التي تنظمها المدرسة أو المدارس بل والدول على المستوى المحلي والإقليمي
والدولي ، وتهدف هذه المسابقات تنمية وصقل المهارات والقدرات الكامنة في طلاب
المدارس ، لكن السؤال المطروح هل تكفي هذه المسابقات العلمية في محافظة طلابنا على
المهارات أو الهوايات التي نأملها أن تكون فيهم على الدوام ، ومعرفة أهميتها
بالنسبة لأبنائنا .
قد يهتم
الطالب الذكي والمميز بمسابقة " قطار المعرفة" مثلا التي نظمت في "
دبي " على مستوى دول الشرق الأوسط
قبل عام ، وتهدف المسابقة تنمية
مهارة القراءة والتلخيص والتعبير مثلاً ،
لكن ما يلبث أن ينسى الطالب ما تعلمه أو ما تفوق به فهو يحتاج من جديد إلى
تنمية مهارة القراءة لديه ، لماذا ؟
وهل يكفي
المحافظة على مستوى بعض المهارات والقدرات لدى أبنائنا الطلاب كمهارة القراءة وتشجيعهم من خلال تقديم هدية : كتاب أو قلم
فاخر أو .... لهم ؟ ونحن نعيش في عالم
الكتاب الاكتروني وعزوف الكبار عن القراءة بل وترك المثقفون ( الوالدان ) عادة
القراءة مما أثر ذلك على الصغار ، ونظام الامتحان لدينا جعل الطلبة لا يعرفون
كتاباً يقرأونه إلا الكتاب المدرسي فقط قبل
الاختبار ، هل ذلك صحيح ؟
المسابقات العلمية لها أهداف وقد يطلع عليها
مسئولو ومنظمو المسابقات في الدول المشاركة
، لكن الكثير منهم خاصة على مستوى الدول العربية يتغاضون عن بعض الأهداف
لأسباب منها عدم تحقيق هذه الأهداف بسبب تخلف هذه الدول عن ركاب حركة التعليم ،
وادعاء أنها دول تسير في هذا الركاب ، وبعد صرف الجهد والمال والوقت تكون النتيجة
أن طلاب هذه الدول يكون ترتيبهم في آخر قائمة الدول المشاركة بعد اجتياز المسابقات
.
وهذا الأمر
جعلني أكتب هذا المقال وأنا أود أن تشكل لجنة مهمتها دراسة أهداف المسابقات
العلمية الدولية ، وهل هذه الأهداف توجد أو تحققت في هذه الدول ومنها دولتنا قبل
المشاركة في المسابقة ؟
وهل شروط
المسابقة متوفرة عندنا ؟
وهل نحن
جادون في تغيير مناهجنا الدراسية بعد ظهور نتائج المسابقات ؟
وأخيراً
المشاركة لا تعني أننا طورنا التعليم عندنا لنظهر أمام العالم أننا دولة مطورة في
مجال التعليم ، ولكن المشاركة تعني أننا نستفيد من تجارب الدول المتقدمة في
التعليم كذلك أن نضع التعليم في سلم أولويات اهتمامنا كمسئولين ، ونغير منظمو
المسابقات إذا لم تكن النتيجة مرضية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق