الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

المسابقات العلمية




المسابقات العلمية
الباحث التربوي / عباس سبتي

     من أساليب التعليم والتعلم إجراء المسابقات العلمية  التي تنظمها المدرسة أو المدارس بل والدول على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، وتهدف هذه المسابقات تنمية وصقل المهارات والقدرات الكامنة في طلاب المدارس ، لكن السؤال المطروح هل تكفي هذه المسابقات العلمية في محافظة طلابنا على المهارات أو الهوايات التي نأملها أن تكون فيهم على الدوام ، ومعرفة أهميتها بالنسبة لأبنائنا .

     قد يهتم الطالب الذكي والمميز بمسابقة " قطار المعرفة" مثلا التي نظمت في " دبي " على مستوى دول الشرق الأوسط  قبل عام ، وتهدف المسابقة تنمية  مهارة القراءة والتلخيص والتعبير مثلاً ،  لكن ما يلبث أن ينسى الطالب ما تعلمه أو ما تفوق به فهو يحتاج من جديد إلى تنمية مهارة القراءة لديه ، لماذا ؟

     وهل يكفي المحافظة على مستوى بعض المهارات والقدرات لدى أبنائنا الطلاب كمهارة القراءة  وتشجيعهم من خلال تقديم هدية : كتاب أو قلم فاخر أو ....  لهم ؟ ونحن نعيش في عالم الكتاب الاكتروني وعزوف الكبار عن القراءة بل وترك المثقفون ( الوالدان ) عادة القراءة مما أثر ذلك على الصغار ، ونظام الامتحان لدينا جعل الطلبة لا يعرفون كتاباً يقرأونه إلا الكتاب المدرسي فقط قبل  الاختبار ، هل ذلك صحيح ؟

     المسابقات العلمية لها أهداف وقد يطلع عليها مسئولو ومنظمو المسابقات في الدول المشاركة  ، لكن الكثير منهم خاصة على مستوى الدول العربية يتغاضون عن بعض الأهداف لأسباب منها عدم تحقيق هذه الأهداف بسبب تخلف هذه الدول عن ركاب حركة التعليم ، وادعاء أنها دول تسير في هذا الركاب ، وبعد صرف الجهد والمال والوقت تكون النتيجة أن طلاب هذه الدول يكون ترتيبهم في آخر قائمة الدول المشاركة بعد اجتياز المسابقات .

     وهذا الأمر جعلني أكتب هذا المقال وأنا أود أن تشكل لجنة مهمتها دراسة أهداف المسابقات العلمية الدولية ، وهل هذه الأهداف توجد أو تحققت في هذه الدول ومنها دولتنا قبل المشاركة في المسابقة ؟
     وهل شروط المسابقة متوفرة عندنا ؟
     وهل نحن جادون في تغيير مناهجنا الدراسية بعد ظهور نتائج المسابقات ؟

     وأخيراً المشاركة لا تعني أننا طورنا التعليم عندنا لنظهر أمام العالم أننا دولة مطورة في مجال التعليم ، ولكن المشاركة تعني أننا نستفيد من تجارب الدول المتقدمة في التعليم كذلك أن نضع التعليم في سلم أولويات اهتمامنا كمسئولين ، ونغير منظمو المسابقات إذا لم تكن النتيجة مرضية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق