المتقاعد العامل
الباحث التربوي / عباس سبتي
طالعتنا بعض الجرائد
اليومية في 31/12/ 2009م خبر تكريم المتقاعدين العاملين في وزارة التربية من
المعلمين والإداريين بمنطقة مبارك الكبير التعليمية ، وجاء في هذا الخبر الصحفي أن
وزيرة التربية تحدثت بهذه المناسبة إذ انها شكرت جهود المتقاعدين وأنه حان الوقت
لكي يرتاحوا بعد مسيرة العطاء .
وطرحت وزيرة التربية طرق
الاستفادة من هؤلاء المتقاعدين من مثل :
المشاركة في اللجان ذات
الصلة بتخصصاتهم .
المساهمة في اللجان
الاستشارية .
فكرة إنشاء مجالس
تعليمية في الأحياء .
المساهمة في الأعمال
التطوعية في المجتمع المدني .
أقول أن ما طرحته
الوزيرة هي عبارة أماني أكثرها لم يطبق على أرض الواقع ، ففي اللجان الفنية
العاملة في الوزارة لم نسمع استدعاء هؤلاء المتقاعدين في المشاركة إلا نادراً
والدليل أن الوزارة لم تحصر أسماء الراغبين من المتقاعدين في العمل تحت أي مسمى أو
تشعرهم الوزارة أنها سوف تستفيد من خبراتهم مستقبلاً .
وأما بخصوص المساهمة في
اللجان الاستشارية فهي محتكرة في بعض فئة القياديين الذين يتفق معهم كي يتقاعدوا
لإفساح المجال للدماء الجديدة في شغل المنصب القيادي الهام مع اعطاء مسمى "
المستشار " لهذا القيادي المتقاعد ، أو لإرضاء هذا القيادي المتشبث بمنصبه
بعد أن دار الزمن ، وأصبح عالة على الوزارة فيتم إخراجه عنوة ثم يدخل الوزارة بعد
ذلك من جديد " مستشاراً " في اللجان الاستشارية .
وأما فكرة " إنشاء
مجالس تعليمية في الأحياء " فأنني أرى أنها فكرة قديمة ومطبقة في بعض الدول الأجنبية إلا أنها فكرة موجودة في
العقل والفكر فقط عندنا نلوح بها متى شئنا لننبه الآخرين أننا نهتم بفئة
المتقاعدين .
وبخصوص المساهمة في
الأعمال التطوعية في المجتمع المدني فلم نسمع بها بتاتاً أي لم نسمع أن الوزارة
اهتمت بهؤلاء المتقاعدين في الانخراط بالأعمال التطوعية في المجتمع المدني ، إلا
ما سمعناه بتعيين بعض المعلمين كمراقبين في الحافلات ( الباصات ) المدرسية لاصطحاب
الطلاب من المنزل وإلى المدرسة بالعكس ، وفي بعض المناطق السكنية لمدة سنة او
سنتين فقط ، ثم هل يعد هذا التعيين المؤقت لهؤلاء المتقاعدين ضمن المساهمة في
الأعمال التطوعية أم لا ؟
وأخيراً نريد من الوزيرة
إذا كانت جادة فيما طرحته من طرق الاستفادة من خبرات وتجارب المتقاعدين العاملين
بوزارة التربية أن نسمع بآلية تطبيق هذه المقترحات من خلال تعيين لجنة لشئون
المتقاعدين بوزارة التربية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق