تطور أدوات الملاحظة
الباحث التربوي / عباس سبتي
أداة الملاحظة تستخدم في
عملية التعليم والتقويم التربوي ، يستطيع المعلم أن يستفيد من هذه الأداة في تحسين
أدائه ، وتطوير طرائق التدريس ، ويعرف ما يطلب منه وبالذات يساهم في تقويم نفسه
وتقويم تلاميذه .
مرت أداة الملاحظة بعدة مراحل :
فقد صمم " هورن
" الأمريكي أداة لقياس مشاركة التلاميذ في الفصل عام 1914م ، وفي عام 1929م صمم " بار Barr "
أداة الملاحظة المنظمة داخل الفصل ، إلا أن انتشار هذه الأداة كان في الخمسينات من
القرن العشرين ، بعد فشل الأساليب التقديرية ذات المراتب في تحديد مواصفات المعلم
ذي الفاعلية ( أي مواصفات التدريس الفعال ) .
( سلوك التدريس ، معالم تربوية ،
محمد أمين المفتي ، 1991م )
وفي عام 1935م طور
" رايت ستون " أداة الملاحظة بعد الاستفادة من أداة " هورن "
، وهذه الأداة تعالج تحفيز المعلم للتلاميذ واستجاباته لهم ، واتباعه أسلوب التعلم
، وطور أداة أخرى تتكون من فئات سلوكية خاصة بالتلاميذ مثل مبادراتهم وفضولهم
ونقدهم وتذكرهم وتحملهم لمسئوليات التعلم ، ثم طور "أندرسون " والذي كان
معاصراً ل "رايت ستون " أداة منظمة للملاحظة لعلاج المناخ الاجتماعي في
الفصل من خلال سلوك المعلم السلطوي أو السوي والاجتماعي ، وفي عام 1942م صمم كل من
" لوين " و " ليبيت " و " وايت " أداة تضم ثلاثة
أنواع من السلوك : السلطوي والديمقراطي والسائب أو المتساهل Laisse Faire ، وفي
عام 1949م ظهرت أداة على يد كل من " جون " و " يثول " وتشتمل
على سبعة أنواع من السلوك للمعلم .
وفي بداية الخمسينات من
القرن العشرين طور " روبرت بيلز R Bales " أداة ملاحظة أساليب تفاعل المجموعات
الصغيرة وكيفية الاتصال بين أفرادها ، وركز على تكرار السلوك وتحديد الوقت لهذا
السلوك ، ومع نهاية الخمسينات صمم " ند فلاندرز Ned Flanders " أداة ملاحظة التفاعل
اللفظي الصفي ، ثم نقحها في بداية الستينات (1961) ، وتعد أداة " فلاندرز
" الأكثر انتشاراً في مجال الملاحظة الصفية .
تعددت وتنوعت أدوات
الملاحظة بدرجة كبيرة في مجال التعليم والإصلاح الاجتماعي ، هناك أكثر من (80)
أداة في الملاحظة الصفية لتقييم سلوك المعلم (التدريس ) وسلوك التلميذ ، وفي مجال
البحث التربوي والتدريب والتقويم هناك أكثر من ( 100 ) أداة ، وتوجد أكثر من ( 30
) أداة في الملاحظة اللاصفية في مجال الإصلاح الأسري ومجال المصانع ومجال الطب
النفسي والبيطري .
( أدوات ملاحظة التدريس ، محمد زياد
حمدان ، 2001م ) .
هذه الأدوات تحتاج قبل
استخدامها وتطبيقها في الميدان إلى التدريب في كيفية استخدامها ، لذا نهيب بمسئولي
مؤسسة إعداد المعلم إدخال في مناهجها مقررات
كيفية صياغة و استخدام أدوات الملاحظة التي تعزز العملية التعليمية وتطور من
أداء المعلم وترفع من المستوى التحصيلي للطلبة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق