الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

تحديات تواجه المسن




تحديات تواجه المسن
الباحث التربوي / عباس سبتي

     في عالم اليوم مع تزايد أعمار البشر وظهور فئة من المعمرين وكبار السن ، ونتيجة للتقدم الصحي  ، ظهرت تحديات لهذه الفئة ، هذه التحديات قد لا تكون حقيقة وقد تكون ، فإذا كانت تصورات وأفكار تنتاب المسن بسبب تعرضه لموقف من المواقف فأنها لا تمثل حقيقة ولكن تترك آثاراً ، وبعض التحديات تواجه المسن مثل أمراض الشيخوخة ويحتاج إلى أن يصبر أو يغير الوضع كي يتغلب على هذا التحدي،كمرض الشلل الرعاشي أو خرف الشيخوخة وذلك باستخدام جهاز يرصد حركات ونشاط المسن لكي لا يقع في مكروه وهناك جهاز الاستشعار للتعرف على حركات الجسم ونبض القلب .

     وبعضها تعكس الواقع المؤلم لجيل اليوم – بنين وبنات – عند عدم مساعدة الأم في أعمال المنزل لسفر الخادمة أو انتظار خادمة أخرى مثلاً ، هذا الواقع قرأته في إحدى المجلات التربوية لأم وهي تنظف الصالة بناتها الثلاث جالسات وكل واحدة  مشغولة بالحديث بالموبايل أو مشاهدة التلفاز أو استخدام الكمبيوتر  ، فلم تتحرك إحداهن ساكناً ،  أليس هذا تحدياً  كبيراً يواجه جيل الكبار؟

     هذا وقد أساءت بعض المشاهد المسرحية والتمثيلية إلى شخصية المسن على أنها شخصية عاجزة وعالة على المجتمع أو أن المسن أناني وحاقد على المجتمع مما انعكس سلباً على فكر الشباب والأحفاد لنظرتهم إلى هذا المسن ،أليس هذا تحدياً للمسن ؟  ضعف توعية أجهزة الأعلام للناس بقضية المسنين ومعاناتهم وينعكس ذلك بتقصير بعض الأسر بهذه الفئة ،  وشعور المسن أن الأسرة لم تعد تهتم به بعد أن أصبح في حاجة ماسة إلى الرعاية والاهتمام ، وتزداد آلام المسن نفسياً ذكراً وأنثى بعد عجز الأسرة في توفير الرعاية لهما وتحويلهما إلى دار رعاية المسنين ، ومما يزيدهما إحساساً  بآلام الوحدة والعزلة الاجتماعية بسبب ضعف علاقاتهما الاجتماعية مع الآخرين خاصة مع أقاربهما ، وشعور بعض المسنين أن بعض أفراد الأسرة يتصرف بأمواله ويبذرها ، ويشعر بعض العجزة بإهمال أهله له وجعل الخدم تتولى رعايته وقد تسيء الخادمة إليه دون أن يدافع عنه أحد أفراد أسرته لإنشغالهم أو بعدهم عنه  ، وأشارت إحدى الدراسات على أن 62% من المسنين ترعاهم الخدم في المنازل ، ويشعر بعض المسنين بالإحباط واليأس نتيجة انه كان ينظر إلى الماضي أنه بلا قيمة وهدف خاصة عندما لا تتحقق آماله بسبب الفقر وقلة المال والعجز التام .

     هذا ما أردت أن اذكره هنا ونحن مكلفون أن نهتم بفئة العجزة والمسنين أنهم اعطوا كل شيء لبلادهم وساهموا في رقيها ، فضلهم كبير على أجيال اليوم والغد .

     فتعالوا نخفف عنهم آلام هذه التحديات ، وليس فقط ان نذكرهم قي اليوم المخصص لهم ، بل تطرح قضيتهم في أوسع الأبواب من جهة توعية جيل الشباب والصغار بهذه الفئة وكيفية احترامهم ومساعدتهم ، ومن جهة شعور العجزة بالأمان والاطمانينة وهم يعيشون بين أسرهم .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق