الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

ملاحظات حول مشروع تحفيز المعلمات




ملاحظات حول مشروع تحفيز المعلمات
الباحث التربوي / عباس سبتي

     اطلعنا على هذا المشروع في العدد الماضي من " المعلم " وكان الهدف العام للمشروع تحفيز المعلمات للعمل في مدارس المرحلة الابتدائية وذلك بعد تزايد عزوف أعداد من المعلمات عن العمل في هذه المدارس ، هذا وكان من العزوف لهؤلاء المعلمات ظاهرة العنف السلوكي لدى الطلاب خاصة طلاب الفصل الخامس ، وهذا يعني أن السبب الرئيس هو ظاهرة العنف الطلابي .

     ولعل تزايد أعداد المعلمات في عدم الرغبة أو العمل في مدارس البنين هو تغبر السلم التعليمي ( 5-4-3-) حيث أن طلاب الصف الخامس في السلم التعليمي القديم كانوا في المرحلة المتوسطة ـ لذا أعتقد أن رغبة انتقال المعلمة إلى مدارس البنات بدأت مع تغير السلم التعليمي وتزايد العنف الطلابي في المدارس الابتدائية .

     وأظن أن الحوافز التي طرحت في المشروع غير كافية أو مفنعة لدى أكثر المعلمات طالما السبب الرئيس لظاهرة عزوفهن في العمل في مدارس البنين قائماً ، ذلك أن هذه الحوافز قد يستفيد منها بعض المعلمات دون البقية ، إلى جانب هل تفعل هذه الحوافز وترى طريقها إلى النور أو إلى التطبيق ؟

     وأظن أن الحلول والمقترحات جيدة وخاصة التي أبدتها المعلمات لكن المشروع لم يبين فيما
إذا كانت هناك لجنة لتفعيل هذه المقترحات أم أنها كاي مقترحات كثيرة توجد على الأوراق وتوضع في الأدراج دون تفعيل وتطبيق على أرض الواقع .

     وآمل أن يؤخذ ما نطرحه في الاعتبار لأنا نريد مصلحة أبنائنا الطلاب ، خاصة ونحن نريد أن نطرح سبباً من أسباب عزوف المعلمات العمل في مدارس البنين للمرحلة الابتدائية ، أقول حبذا لو اطلع القائمون على المشروع على الدراسات التي تناولت العنف الطلابي خاصة في مدارس المرحلة الابتدائية في الدول ، وأن أكثر هذه الدول تعد الصف السادس من المرحلة الابتدائية كما في السلم التعليمي (6 – 3-3 ) ، فلا بد وأن لها تجارب لعلاج ظاهرة العنف في المدارس الابتدائية خاصة  وأن هذه الظاهرة أصبحت عالمية تعاني منها الدول المتقدمة ، وللاستفادة من علاج العنف الطلابي على الرغم من وجود هيئة تدريس من المعلمين .

     هذا وقد كتبت في مقال سابق عن عنف الاطفال في " المعلم " أن من أسباب تزايد العنف لدى هؤلاء الأطفال وجود جين وراثي نتيجة لسوء معاملة الطفل في المنزل أو المدرسة  ، بل أن هذا العنف يصاحب الطفل عندما يكبر فيلجأ إلى الجريمة ، إذن حرمان الطفل من الفرص والحصصة المفضلة لديه في غرفة منفردة بالمدرسة مع تكليفة  بأعمال كتابية كمقترح يعني بالنسبة له سوء معاملة ، واعتقد أن هذا ليس حلاً تربوياً بل لا بد من علاج مشكلة العنف لدى الأطفال بكل الوسائل المتاحة مع الاستفادة من تجارب الدول الأخرى ، وإشراك أولياء أمور الأطفال في المشروع وقد نسيهم أصحاب المشروع ، والتعاون بين البيت والمدرسة لعلاج العنف الطلابي من أهم الحلول .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق