الإدارة المدرسية والاستقلالية

الإدارة المدرسية والاستقلالية

الباحث التربوي / عباس سبتي

     ظهرت فكرة تطوير الإدارة المدرسية في الكويت سنة 1987 ، وبعد المناقشات أعدت وزارة التربية " دليل الإدارة المدرسية المطورة " الذي يركز على إعادة تنظيم الهيكل التنظيمي لإدارة المدرسة ، وعقد دورات تدريبية لمدراء المدارس وأخيراً نشر خبر في إحدى الصحف المحلية قبل أيام حول إعادة النظر بهيكلة تنظيم الوزارة وبالذات هيكلة الإدارة المدرسية ومواصلة الاجتماع مع البنك الدولي ضمن مشروع تطوير الإدارة المدرسية .

     بالمناسبة عقد المؤتمر الوطني لتطوير التعليم في عام 2008م بالكويت ، وضم عدة فرق ومنها فريق القيادة والإدارة المدرسية ، حيث كنت ضمن هذا الفريق الذي تناول تطوير الإدارة المدرسية وقدمنا مشروعا بعنوان " المدارس ذاتية الإدارة " كمدخل لتطوير الإدارة المدرسية من خلال إعادة هيكلة تنظيمها .

     وطرحت قطر مبادرة بإنشاء مجلس الأمناء أو ما يسمى مجلس " الشركاء " في كل مدرسة ،أن هذا المجلس يجعل الجميع يشتركون في حمل هم التربية والتعليم ، وليس الهم الذي نسمعه في المنتديات والمؤتمرات التربوية فقط بل من أجل تطوير إدارة المدرسة والتركيز على مبدأ ديمقراطية الإدارة المدرسية ، كي يساهم الكل القطاع العام والخاص في صنع القرار .

     واستغرب مع وجود هذه الجهود والمحاولات في تطوير التعليم و صرف الوقت والجهد والمال ووجود خبرة وتجارب لدى أبناء الوطن أن تستعين الوزارة بجهة خارجية مثل البنك الدولي أو لجنة " بلير " من أجل تطوير التعليم  ، ولو أننا لا نمنع من الاستفادة من تجارب الغير إلا أننا نود أن نقول أننا لا نقل خبرة وتجربة وإبداعاً في مجال التطوير ، ثم هل أننا نخضع لهذه الجهات الخارجية  وندور في فلكها ، أم أن ذلك يتفق مع الاتفاقيات الدولية بين الدول والأمم المتحدة ، لا أدري ؟

     على أي حال نهيب بالمسئولين بالتربية أن يعرضوا المشاريع والمبادرات التي طرحت في المؤتمرات بالكويت على أعضاء البنك الدولي وخاصة مشروع مدارس ذاتية الإدارة ونقل وجهات نظر هؤلاء الأعضاء .