الأحد، 1 ديسمبر 2013

التعليم التجاري




التعليم التجاري
الباحث التربوي / عباس سبتي

     أثبتت بعض الدراسات التربوية على أن المدارس الخاصة توفر جودة تعليم عالية لطلابها خاصة تلك المدارس التي تفرض رسوم عالية لدخولها ، وإلى عهد قريب كان ظن أولياء أمور الطلاب أن هذه المدارس تجعل طلبتها " سوبر مان" لكن ظهرت دراسات جديدة تخيب آمال هؤلاء الأولياء ، بل يظن أكثرهم أن التعليم الحكومي قد يقدم تعليماً أفضل من كثير من المدارس التجارية ( الخاصة ) ، ويظن بعض آخر أن المحسوبية وعدم الإخلاص في العمل والفساد الإداري قد طال كثيراً من المدارس الخاصة على الرغم من انها تقدم تعليماً أفضل من التعليم الحكومي .

     وظهرت دراسات في مصر تبين أن التعليم في طريقه إلى أن يصبح سلعة تجارية تحتاج إلى دعاية وإدارة جيدة ، فقد ذكرت إحدى الدراسات أن الدروس الخصوصية تأخذ 25% من دخل الأسرة وهناك شكوى بتدني التعليم الحكومي مما دفع أولياء الأمور إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية  ، وأن الجودة التعليمية يجدها صاحب القدرة المالية .

     في خضم الاتجار بالتعليم ظهر مفهوم جديد ألا وهو " الاستثمار في البشر " ، حيث أن رجال الأعمال كانوا يشتكون من ضعف المخرجات التعليمية في التعليم الرسمي وتخوف بعض منهم من تعيين خريجي التعليم الحكومي بل والخاص في شركاتهم ، لهذا ظهر هذا المفهوم من أجل البحث عن الأيدي الفنية العالية والعقول المفكرة التي يمكن الاعتماد عليها في إدارة الشركات والتنافس معها ، والمساهمة في تطوير منتجاتها ، ولهذا يفكر بعض أولياء أمور الطلاب أصحاب بعد في التفكير واستشراف المستقبل أن يبحث لابنه التعليم الذي يصنع من ابنه آلة يعتمد عليها أصحاب الشركات .

     نتيجة لتردي الأحوال التعليمية في كثير من دول العالم بات الناس يخافون أن تؤثر هذه الأحوال سلباً على مستقبل أبنائهم ، لذا ظهر ما يسمى التعليم التجاري ولعل الدروس الخصوصية شكلي تقليدي له وهناك المعاهد التدريبية وبيوتات الخبرة التي تتنافس في جذ ب الطلاب والمتدربين , ولكن للأسف التعليم أو لنقل التدريب ليس بمستوى الطموحات في الغالب ، لماذا ؟

     الجواب هو أن الإنسان إنسان ذو مشاعر واحاسيس وليس آلة نشكلها ونطوعها وفق أهوائنا ، وإذا كان التركيز على تعليم هذا الإنسان وفق مواصفات معينة فأنه يصبح عبداً لهذه الشركة أو تلك ، أو أنه لا يقيم وزناً للمشاعر والقيم وهذا ما نسمعه ونقرأه عن تسريح الموظفين من الشركات الكبرى والصغيرة أبان الأزمة المالية العالمية الحالية ما يعني تعرض أسرهم للفقر والعوز .

     وفي الكويت سمعنا تسريح كثير من الموظفين الكويتيين من شركات القطاع الخاص بسبب هذه الأزمة المالية ، فهل يحمي التعليم بالاتجار خريجي هذا التعليم ؟

     سؤال مطروح على الجميع ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق