الاثنين، 2 ديسمبر 2013

خمول الصيف ومضاعفاته




خمول الصيف ومضاعفاته
الباحث التربوي / عباس سبتي

     يشتكي كثير من المعلمين عدم تفاعل بعض الطلاب معهم في الحصة ، حتى ان ذلك ينعكس على نشاطهم أثناء شرح الدرس ، مما يؤثر على عطاء المعلم وادائه ، لكن السؤال الكبير هو لماذا لا يتفاعل هؤلاء الطلاب مع معلميهم خاصة مع اقتراب نهاية السنة الدراسية ؟

     يبذل بعض المعلمين الجهد بعد الجهد لتنشيط طلابه ، وقد يلجأ بعضهم إلى أسلوب المراجعة اليومية والتذكير بالنقاط المهمة التي يهتم بها واضع الامتحان ، واستخدام الترغيب والترهيب وقد ينجح أحياناً ويفشل كثيراً .

     والشكوى تعكس لدى بعض  المعلمين قلة المشاركة الصفية بالنسبة لبعض الطلاب خاصة في الفصول العليا وأعني بها الثامن وإلى الثاني عشر ، وذكرت بعض الدراسات عدم التفاعل أوالمشاركة الصفية ترجع إلى :
     - عدم الانتباه وشرود الذهن والتفكير في أمور خارج المدرسة .
     - عدم الرغبة في المشاركة في الأنشطة الصفية .
     - الخجل والخوف من الفشل وسخرية طلاب الفصل منه .
     - تأثر بعض الطلاب من المشكلات الأسرية التي تجعلهم في تفكير وشرود ذهني وعدم التركيز .
     - وجود اضطراب عصبي في المخ يجعل الطالب يعاني من صرع مؤقت لبعض ثوان .

     إن الأمر يتطلب تكاتف الجهود أكثر في هذا المطلب الذي يشغل بال التربويين ، ولعل هناك عوامل وأسباباً وراء ظاهرة الشرود الذهني وعدم تفاعل الطالب مع المعلم غير التي مر ذكرها :

     منها أن الجو الصيفي وأثره على النمو وانتقال الطالب من مرحلة الطفولة المتأخرة إلى مرحلة المراهقة وانشغال باله بقضايا واو ما يسمى أحلام اليقظة ، وعدم وجود من يهتم به من الكبار ( أولياء الأمور والمعلمين ) ، يجعله لا يقيم وزناً للمواد الدراسية إلا تحت الضغط ورهبة الامتحان ، وقصر الليل وطول النهار في هذه الفترة أي بداية الصيف ، فالطلاب لا يحصلون على النوم الكافي ليلاً ، وشعور الطلاب أن الجو خارج المدرسة يحقق رغباته ويشبع حاجاته ، وأن الضغط عليه للمكوث في المدرسة يجعله يشعر أنه في سجن ومقيد ، ولذا تشهد المدارس الهروب الكبير من الطلاب مع نهاية السنة .

ولعل بعض الحلول تفيد في هذا المختصر المفيد مثل :
     الاهتمام بهموم المراهقين والفترة أو المرحلة التي يمرون بها ، وكيفية دراسة هذه الهموم .
     إعادة النظر في المناهج وتطعيمها بميول ورغبات الطلاب وإيجاد البيئة المدرسية الجاذبة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق