خمول
الصيف ومضاعفاته
الباحث
التربوي / عباس سبتي
يشتكي كثير من المعلمين عدم تفاعل بعض الطلاب معهم في الحصة ، حتى ان ذلك
ينعكس على نشاطهم أثناء شرح الدرس ، مما يؤثر على عطاء المعلم وادائه ، لكن السؤال
الكبير هو لماذا لا يتفاعل هؤلاء الطلاب مع معلميهم خاصة مع اقتراب نهاية السنة
الدراسية ؟
يبذل بعض المعلمين الجهد بعد الجهد لتنشيط طلابه ، وقد يلجأ بعضهم إلى
أسلوب المراجعة اليومية والتذكير بالنقاط المهمة التي يهتم بها واضع الامتحان ،
واستخدام الترغيب والترهيب وقد ينجح أحياناً ويفشل كثيراً .
والشكوى تعكس لدى بعض المعلمين قلة
المشاركة الصفية بالنسبة لبعض الطلاب خاصة في الفصول العليا وأعني بها الثامن وإلى
الثاني عشر ، وذكرت بعض الدراسات عدم التفاعل أوالمشاركة الصفية ترجع إلى :
- عدم الانتباه وشرود الذهن والتفكير في أمور خارج المدرسة .
- عدم الرغبة في المشاركة في الأنشطة الصفية .
- الخجل والخوف من الفشل
وسخرية طلاب الفصل منه .
- تأثر بعض الطلاب من المشكلات الأسرية التي تجعلهم في تفكير وشرود ذهني
وعدم التركيز .
- وجود اضطراب عصبي في
المخ يجعل الطالب يعاني من صرع مؤقت لبعض ثوان .
إن الأمر يتطلب تكاتف
الجهود أكثر في هذا المطلب الذي يشغل بال التربويين ، ولعل هناك عوامل وأسباباً
وراء ظاهرة الشرود الذهني وعدم تفاعل الطالب مع المعلم غير التي مر ذكرها :
منها أن الجو الصيفي
وأثره على النمو وانتقال الطالب من مرحلة الطفولة المتأخرة إلى مرحلة المراهقة
وانشغال باله بقضايا واو ما يسمى أحلام اليقظة ، وعدم وجود من يهتم به من الكبار (
أولياء الأمور والمعلمين ) ، يجعله لا يقيم وزناً للمواد الدراسية إلا تحت الضغط
ورهبة الامتحان ، وقصر الليل وطول النهار في هذه الفترة أي بداية الصيف ، فالطلاب
لا يحصلون على النوم الكافي ليلاً ، وشعور الطلاب أن الجو خارج المدرسة يحقق
رغباته ويشبع حاجاته ، وأن الضغط عليه للمكوث في المدرسة يجعله يشعر أنه في سجن
ومقيد ، ولذا تشهد المدارس الهروب الكبير من الطلاب مع نهاية السنة .
ولعل بعض الحلول تفيد في هذا المختصر المفيد مثل :
الاهتمام بهموم
المراهقين والفترة أو المرحلة التي يمرون بها ، وكيفية دراسة هذه الهموم .
إعادة النظر في المناهج
وتطعيمها بميول ورغبات الطلاب وإيجاد البيئة المدرسية الجاذبة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق