الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

سموم الامتحان في المدارس




سموم الامتحان في المدارس
الباحث التربوي / عباس سبتي

     ظاهرة انتشار المخدرات في المجتمع بل وفي المدارس ظاهرة تحتاج إلى وقفة وتأمل وجهد وذلك أن أعداء الإنسانية وعبدة المال وكنزه ينشطون في توجيه سمومهم ( المواد المخدرة ) إلى أفراد المجتمع خاصة الصيد السهل أي هم أبناؤنا طلاب المدارس .

     يبدأ مروجو المواد السامة في استغلال الامتحانات النهائية في الجامعات والمدارس الثانوية في توصيف الدواء السحري في النجاح في الامتحانات ، وذلك بترويج " الحبوب المسهرة " أو ما يسمى حبوب الكبتاجون وحبوب الأمفيتامين .

     وقد أثبتت عدة دراسات علمية أعدت بهذا الشأن وأكدت إلى أن تعاطي حبوب الكبتاجون أو الحبوب المسهرة, تؤثر تأثيرا سلبيا على الجهاز العصبي المركزي وتسبب الاضطراب النفسي وتؤدي إلى هلاوس سمعية وبصرية, كما تسبب أمراضا سرطانية في اللثة والفم.

     كما أكدت تلك الدراسات بأن الطالب حينما يحاول الدراسة والاستذكار في الليل فإنه يفاجأ عند الامتحان بالنسيان وذهاب ما استذكره في الليلة السابقة وتداخل وتضارب المعلومات, ومن هنا يتضح ان اضرار هذه المادة المنشطة بالغة على صحة وعقل وجسم المتعاطي, ولا تفيده بشيء.

     لماذا يلجأ أبناؤنا إلى هذه الحبوب إلى جانب أن حبوب "الامفيتامين" أو "الكبتاجون" تساعد  الشباب أو الطلاب إلى زيادة السهر بهدف الاستذكار وحفظ أكبر قدر من المعلومات لدخول الاختبار وهناك عدة أسباب أخرى :

     التقليد الأعمى ومصاحبة أصدقاء السوء, وكذلك الهروب من المشاكل والواقع الذي يعيشه "الفشل" وأيضا حب الاستطلاع والتجربة والرغبة في زيادة السهر أو العمل اضافة إلى المشاكل الأسرية والسفر إلى بعض البلدان الموبوءة وضعف الوازع الديني والثقافي ولا ننسى تهاون الآباء في رعاية الأبناء وتربيتهم تربية إسلامية اضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن المخدرات غير محرمة شرعا ، وجهل الطلاب بقيمة الوقت واستغلاله في النافع والمفيد .

اما المضاعفات والأضرار فهي :
     ان هذه الحبوب تعمل على تفريغ الخلايا من مخزونها من مواد معينة في خلايا المخ وبالتالي تعمل على اجهاد خلايا المخ اجهادا كبيرا فهي صحيح انها تقلل النوم تضعف القدرة على الانتباه في الاشياء الدقيقة وتجهد المخ.

     هذه الحبوب تزيد في النشاط الذهني بابعاد النوم ولكنها تؤدي الى ضعف واجهاد جسدي كبير بعد استخدامها مما ينهك العضلات ويضعفها .

     هذه الحبوب تحدث الذهان العقلي والذي يتسم بصورة من الاعراض تشبه اعراض انفصام العقل كالهلاوس والشعور بالاحباط وكم من طالب او شاب استخدمها وجاء مكبلا للعيادات النفسية او مكرها من قبل اسرته او مطاردا من الشرطة بسبب هذه الحالة .


     هذه الحبوب تعرف عند كل الاطباء اليوم بانها من اهم اسباب الاكتئاب والحزن المزمن والذي يقاوم العلاج ولا يستجيب للمعالجة بشكل جيد ويؤدي في احيان كثيرة الى الانتحار او الى ما يعرف باضطراب فقد الدوافع حتى يكون الفرد متبلدا لا اهتمام عنده ولا دوافع ولا حماس للحياة ولا لشيء فيها  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق