الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

تسرب الاختبار




تسرب الاختبار
الباحث التربوي / عباس سبتي

     طالعتنا جريدة " الراي" في عددها 11309-   ، بتاريخ 16/6/2010م خبر تسريب اختبار مادة العلوم للصف التاسع ، مع عرض النسخة المسربة ، لكن  المسئولين بوزارة التربية نفوا خبر التسريب .

     قضية تسريب الاختبار تعاني منها الدول طالما هناك بشر وهم عرضة للخطأ والتجاوز على القوانين ، لكن على المسئولين خاصة في الكويت عدم النظر إلى قضية التسريب من خلال نفي الخبر ليبرروا الأخطاء أو التجاوزات التي قد لا تكون لها علاقة بالتسريب وإنما هي تراكمات على مر الزمان دون حل وعلاج ، ثم أن هذا النفي يجعلنا نصدق كل ما يقوله المسئولون بحكم أنهم أدرى ، لكن علينا أن نصدق إيضا تسريبات الصحافة ولو بدرجة قليلة ، ليس من أجل التشهير والنقد غير البناء وإنما من أجل التنبيه ، ومحاولة النظر إلى هذه القضية من مختلف الزوايا ، بمعنى أن هناك اخطاء في نظام الامتحان ليس فقط في الكويت لكن خارج الكويت وهذا ليس عيباً وإنما العيب عدم تصحيح الخطأ أو العيب ، فنظام " ورقة وقلم " أو ما حفظه الطالب يفرغه في ورقة الإجابة ، نظام فاشل ،  يحتاج منا إلى وضع نظام بديل والاعتماد على مشاركة الطالب في الدروس طوال السنة الدراسية  ومع  تقويمه باستمرار ، وأن يكون الاختبار قصيرا شفهياً وتحريرياً ، ثم أن هذا التقويم المستمر للطالب يجعل الطالب يعرف مستواه ونقاط ضعفه ونقاط قوته ، بينما الاختبارات النهائية تجعل الطالب في قلق وعدم الثقة بنفسه ، وأن هذه الاختبارات تقرر مصيره وكأن جهوده طوال السنة الدراسية وجهود معلميه الذين يقيمونه ذهبت أدراج الرياح ، وبالتالي يلجأ الطالب وولي أمره ومعلمه و.. إلى  تأييد بيع نماذج الاختبار، كل ذلك لوجود أخطاء متراكمة لا تتعلق بنظام الاختبار في مدارسنا فقط ، وإنما أيضا تتعلق بالمناهج الدراسية وبالتحصيل الدراسي وبأداء المعلم وبالإدارة المدرسية وبالتوجيه الفني وبالقيادة التربوية .....إلخ .

     أقول : إن تسريب الاختبار لا يعني إلقاء اللوم على إنسان مريض أو محتاج إن صح التعبير ، وإنما علينا تحسين وضعه قبل أن ندينه ، وعلينا أن نربي أبناءنا على قيم المجتمع وثوابت الدين الحنيف ، ليعرفوا وليعرف أولياء أمورهم وأن الغش او شراء نماذج الاختبار أو  .  أو .. أخطاء وتجاوزات على الشرع والقانون .

     أخيراً أظن أن الفكرة قد وصلت إلى المسئولين للنظر في قضية تسريب الاختبار .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق