الأحد، 1 ديسمبر 2013

تقويم المنهج




تقويم المنهج
الباحث التربوي / عباس سبتي

     أجل ، لقد آن الأوان للمناهج التربوية أن تخلع ثوبها القديم، وأن تواكب التغيرات التربوية والحضارية العالمية، فنحن نعيش ،كما ذكرنا من قبل ،في عصر التفجر المعرفي، عصر المعلوماتية وشبكات الاتصالات الإلكترونية والحاسوب والأقمار الاصطناعية والقنوات الفضائية، وقد صار بإمكان المرء أن يتحكم من خلال جهاز تحكم إلكتروني برؤية العالم كله خلال دقائق معدودة فيتعرف ما فيه، وربما على الهواء مباشرة كما يقولون، دون عناء أو مشقة، وصار بإمكانه أيضاً أن يدخل إلى كل مكان في هذا العالم عبر شبكات الاتصالات الإلكترونية كالانترنت مثلاً، فيتبادل الآراء ويحصل على المعلومات من منابعها طازجة جاهزة سواء أكانت في ميادين العلوم الإنسانية أم العلوم الأساسية والهندسية والتطبيقية والطبية وغير ذلك، ويضيفها إلى مخزونه المعلوماتي وصندوق بريده الإلكتروني، لتصبح ملكاً له، وجزءاً من كتابه الجديد المدون بأجمل صورة وأبهى إخراج على قرص حاسوبي إلى جانب عشرات الكتب الأخرى ضمن قرص إلكتروني ليزري، يستطيع حمله في جيبه الصغيرة إلى جانب عشرات بل مئات الأقراص دون عناء أو مشقة، وينقلها من مكان إلى مكان آخر سواء أكانت تعليمية أم تثقيفية، والأجمل من هذا وذاك أنه ييستطيع التعامل مع هذه الكتب إلكترونياً إضافة وحذفاً وتغيير إخراج وإعادة تصنيف وتعديل كما يشاء دون أن يمر بعمليات الكتاب المطبوع المعقدة والمكلفة وقتاً وجهداً ومالاً.  كما يمكننا القول أيضاً أنه لا بدّ من اعتماد معايير علمية تعتمد مؤشرات الجودة العالمية لتقويم مختلف جوانب العملية التربوية عامة والمناهج التربوية على وجه الخصوص ،ومن أجل تحقيق ذلك فإن الباحثين يوصيان بما يأتي :
     مراجعة المناهج الدراسية خلال سنة واحدة وتكرارها كل خمس سنوات وذلك لضمان الحداثة والمواءمة والتفكير التحليلي والتعلم الذاتي وإكساب المهارات .  
     تطوير المناهج التربوية تطويراً شاملاً، ومواكبتها لمعطيات الحضارة العالمية الحديثة.
     اهتمام المناهج بإعداد الإنسان المتسلح بالقيم التربوية العربية الأصيلة، والمحافظ على هوية الأمة و انتمائها العربي والإسلامي.
     إعداد المعلمين وتدريبهم المستمر على المناهج الجديدة، وتسليحهم بالمستجدات العلمية والتربوية من خلال مواكبتها عبر وسائط الإعلام وشبكات الاتصالات الإلكترونية .
     تنويع الطرائق التربوية وتكاملها بما يحقق الغاية المرجوة من المناهج التربوية .
     الاستعانة بالتقنيات التربوية الحديثة والمتطورة وتطويعها لخدمة أغراض المناهج التربوية.
     الاهتمام بالكتاب المدرسي وتطويره شكلاً ومضموماً بما ينسجم مع الآفاق المستقبلية للقرن الحادي والعشرين.
     إيجاد معايير جودة عربية حديثة، واعتماد بعض معايير الجودة العالمية مثل (الانكيت NCATE ) الأمريكية لتطوير مناهجنا التربوية وتعزيز القيم العربية الأصيلة فيها، بما يتلاءم مع معطيات الحضارة الجديدة وتكنولوجيا القرن الحادي والعشرين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق