دراسة حديثة نقدية توجه النقد إلى مراكز ومعاهد إعداد المعلم بعنوان
:
التفكير
النقدي و المدرس ، أية ممارسة ؟
عبد
العزيز قريش ـ فاس
إعداد الباحث التربوي / عباس
سبتي
في المقدمة :
يتناول الباحث غياب دور
المعنيين وهم : المتعلم ـ المدرس ـ المشرف
التربوي ـ المدير ـ الآباء عن صناعة المنهاج المدرسي ، ... مما يوجب معه تكوين الرؤية النقدية لهؤلاء
المعنيين ، خاصة منهم المدرس الذي يتعاطى مع هذا المنهاج ، ويعطي معالجة اختلالات
هذا المنهاج وتقديم طروحات وسيناريوهات علاجية للمواطن السلبية فيه ، لكن
ينتقد الباحث مناهج معاهد إعداد المعلم لخلوها في تنمية روح النقد لدى المعلم
لمناهج التعليم بشكل عام .
تحديد مشكلة الدراسة :
ويطرح الباحث تساؤلاً :
هل المعلم ينتقد المنهاج الموضوع في المدارس ؟ ولعل هذا التساؤل يتضمن مشكلة
الدراسة الحالية ... .
ولعلي أتساءل إذا كان
المعلم في بلاد المغرب لا يسهم في عملية النقد لمكونات التعليم ومنها المنهج ، فأن
المعلم لدينا يستلم الكتاب المدرسي كمنهج لا يحيد عنه قيد أنملة ويتناسى ما درسه
في معهد او كلية إعداد المعلم أن الكتاب المدرسي مكون واحد ضمن مكونات المنهج
المدرسي .
ممارسة المعلم لا تسعفه :
ويبين الباحث أن المعلم
قد يوجه بعض الانتقاد إلى المنهاج بحكم أنه يمارس هذا المنهاج يومياً فيرى الخلل ،
ويقول : لا يمكنه تحديد مواطن الخلل
الموجودة في المنهاج الدراسي سواء في مادته أو منهجيته أو معاينته البيداغوجية أو
أهدافه أو استراتيجياته . لذا لا بد من إغناء برنامج التكوين الأساسي بمراكز تكوين
المعلمين و المعلمات و الأساتذة بأساليب النقد ، و نظرياته ، و تكوين الحس و
التفكير النقديين السليمين لدى المدرس .
تجربة الكويت :
كذلك عندنا المعلم يحتاج إلى غربلة وتعمق في انتقاد المنهج ، ولا يكفي أن
يرسل ملاحظاته عن طريق التواجيه الفنية ، بل يتطلب الأمر المشاركة وبكثافة في لجان
تطوير المناهج والكتب المدرسية ، حيث يتبين وحسب التجربة الشخصية أن في كل لجنة
تجد معلماً واحداً بل وفي كثير منها لا تجد احداً منهم .
عدم وضح رؤية السياسات لدى قيادي التعليم :
وبفشل المنهاج الدراسي في تحقيق السياسة التربوية التعليمية ، و غاياتها و
مراميها ، أي أن المنهاج ليس فقط لا ينمي روح النقد عند المعلم بل أنه يساهم عدم
وضوح الأهداف والسياسات التعليمية عند قيادي التربية والتعليم في معظم الدول
العربية ، ولعل هناك أسباب خارجية دون أن ندري المصدر الحقيقي للفشل .
يدخل هذا التساؤل في نظرية الإبيستيمولوجيا ( نظرية المعرفة ) ، التي تسمح
بالربط بين النظرية و الممارسة العلمية ( التجريبية ) المتزامنتين بالضرورة
العلمية ـ افتراض ـ في صيرورة البحث عن الحقيقة ، و اكتشاف العوائق الذاتية و
الموضعية و الديداكتيكية و الاجتماعية المعيقة لتقدم المعرفة و تطبيقاتها و مصادرها
، و إشكالاتها ، و أغلاطها ، و منزلقات فصم ما بين الممارسة النظرية والممارسة
العلمية ( التجريبية ) و اختلالاتها . فالإبستيمولوجيا تتناول " من جملة ما
تتناوله بالتحليل و النقد نتائج العلوم الطبيعية منها و الإنسانية إنها من هذه
الناحية نوع من فلسفة العلوم " بما تعني الدراسة النقدية للعلوم .
تأثر رجال التعليم العرب بالغرب :
وتكمن أهمية النظرية النقدية للمجتمع و تحليل الاتجاهات التربوية الغربية
التي تأثرت بها في أنها تضع بين أيدي مفكري التربية ، و المهتمين بالبحث التربوي ،
طرق بديلة للتفكير في مفهوم ( العلم ) و ( الطبيعة النظرية ) و خصائص ( المنهج
العلمي ) ، و الأهم في ذلك أنها تساعد في إيضاح العلاقة بين البحث العلمي و آلياته
، وبين الحياة الاجتماعية و تطورها . تزودنا الدراسة النظرية النقدية ببدائل نظرية
و منهجية للأنموذج الأساسي العالمي السائد الذي يبدو أنه يساعدنا ـ بقدر كاف ـ على
حل مشاكلنا التربوية .
النتائج تشير إلى غياب ممارسة المنهاج
نظرياً وعملياً :
إن الاعتماد على نظرية المعرفة الغربية واتباع أساليب البحث العلمي ، لا
يحل الإشكالية ما لم نعطي الأهمية القصوى لأدوار المعلم والباحث وولي الأمر في
صياغة مكونات المنهج ، وما لم تتحول النظريات إلى سلوكيات وتطبيقات تلائم البيئة
المحلية ، كذلك إحياء أو تجريب الكم من الدراسات والبحوث التربوية وتفعيل دورها
والاستفادة من المقترحات التي يطرحها أهل الميدان ، ليتحول المنهاج إلى ممارسات
يومية يمارسها المعلم والطالب في المدرسة وخارج المدرسة .
كلية التربية الأساسية ونقد الطالب المعلم للمنهاج :
لا يكفي دراسة الطالب المعلم نظرياً مقررات صياغة المنهج ونقده في كلية
التربية الأساسية ما لم يطبق ويتدرب على
ذلك .
ويمكن تنويع أساليب تقويم الطالب المعلم ليس فقط في ممارساته التدريسية
داخل حجرة الدراسة أثناء برنامج " التربية العملية " بل كذلك تقويم
أدائه في نقد المنهاج كتابة أو تقريراً أو دراسة خاصة وهو يمارس التدريس عملياً ، وكذلك أكدت العديد من الدراسات على أهمية تنوع أساليب التقويم
المستخدمة في المنهج المدرسي لتقويم الطالب المعلم وتوصلت الدراسات أن أساليب
التقويم المستخدمة تقتصر على الجانب المعرفي فقط ، بينما تهمل الجانب المهاري
والجانب الوجداني ، وأوصت ضرورة الاهتمام بجميع الجوانب عند تقويم المنهج .
هل هذه الدراسة التي بين
أيدينا تجعلنا كمسئولين عن التربية نعيد النظر في مناهج كلية إعداد المعلم ،
ولعلنا نحل بعض الإشكالات بخصوص ضعف أداء المعلم وضعف المخرجات التعليمية ؟؟ وضعف
... أكمل أيها المسئول ... .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق