الأحد، 1 ديسمبر 2013

التفكير النقدي و المدرس ، أية ممارسة ؟




دراسة حديثة نقدية توجه النقد إلى مراكز ومعاهد إعداد المعلم بعنوان :

التفكير النقدي و المدرس ، أية ممارسة ؟
عبد العزيز قريش ـ فاس
إعداد الباحث التربوي / عباس سبتي

في المقدمة :
     يتناول الباحث غياب دور المعنيين وهم : المتعلم ـ المدرس ـ المشرف التربوي ـ المدير ـ الآباء عن صناعة المنهاج المدرسي ،  ... مما يوجب معه تكوين الرؤية النقدية لهؤلاء المعنيين ، خاصة منهم المدرس الذي يتعاطى مع هذا المنهاج ، ويعطي معالجة اختلالات هذا المنهاج وتقديم طروحات وسيناريوهات علاجية للمواطن السلبية فيه ، لكن ينتقد الباحث مناهج معاهد إعداد المعلم لخلوها في تنمية روح النقد لدى المعلم لمناهج  التعليم بشكل عام .

تحديد مشكلة الدراسة :
     ويطرح الباحث تساؤلاً : هل المعلم ينتقد المنهاج الموضوع في المدارس ؟ ولعل هذا التساؤل يتضمن مشكلة الدراسة الحالية ... .

     ولعلي أتساءل إذا كان المعلم في بلاد المغرب لا يسهم في عملية النقد لمكونات التعليم ومنها المنهج ، فأن المعلم لدينا يستلم الكتاب المدرسي كمنهج لا يحيد عنه قيد أنملة ويتناسى ما درسه في معهد او كلية إعداد المعلم أن الكتاب المدرسي مكون واحد ضمن مكونات المنهج المدرسي .

ممارسة المعلم لا تسعفه :
     ويبين الباحث أن المعلم قد يوجه بعض الانتقاد إلى المنهاج بحكم أنه يمارس هذا المنهاج يومياً فيرى الخلل ، ويقول : لا يمكنه تحديد مواطن الخلل الموجودة في المنهاج الدراسي سواء في مادته أو منهجيته أو معاينته البيداغوجية أو أهدافه أو استراتيجياته . لذا لا بد من إغناء برنامج التكوين الأساسي بمراكز تكوين المعلمين و المعلمات و الأساتذة بأساليب النقد ، و نظرياته ، و تكوين الحس و التفكير النقديين السليمين لدى المدرس .

تجربة الكويت :
     كذلك عندنا المعلم يحتاج إلى غربلة وتعمق في انتقاد المنهج ، ولا يكفي أن يرسل ملاحظاته عن طريق التواجيه الفنية ، بل يتطلب الأمر المشاركة وبكثافة في لجان تطوير المناهج والكتب المدرسية ، حيث يتبين وحسب التجربة الشخصية أن في كل لجنة تجد معلماً واحداً بل وفي كثير منها لا تجد احداً منهم .

عدم وضح رؤية السياسات لدى قيادي التعليم :
     وبفشل المنهاج الدراسي في تحقيق السياسة التربوية التعليمية ، و غاياتها و مراميها ، أي أن المنهاج ليس فقط لا ينمي روح النقد عند المعلم بل أنه يساهم عدم وضوح الأهداف والسياسات التعليمية عند قيادي التربية والتعليم في معظم الدول العربية ، ولعل هناك أسباب خارجية دون أن ندري المصدر الحقيقي للفشل .

     يدخل هذا التساؤل في نظرية الإبيستيمولوجيا ( نظرية المعرفة ) ، التي تسمح بالربط بين النظرية و الممارسة العلمية ( التجريبية ) المتزامنتين بالضرورة العلمية ـ افتراض ـ في صيرورة البحث عن الحقيقة ، و اكتشاف العوائق الذاتية و الموضعية و الديداكتيكية و الاجتماعية المعيقة لتقدم المعرفة و تطبيقاتها و مصادرها ، و إشكالاتها ، و أغلاطها ، و منزلقات فصم ما بين الممارسة النظرية والممارسة العلمية ( التجريبية ) و اختلالاتها . فالإبستيمولوجيا تتناول " من جملة ما تتناوله بالتحليل و النقد نتائج العلوم الطبيعية منها و الإنسانية إنها من هذه الناحية نوع من فلسفة العلوم " بما تعني الدراسة النقدية للعلوم .

تأثر رجال التعليم العرب بالغرب :
     وتكمن أهمية النظرية النقدية للمجتمع و تحليل الاتجاهات التربوية الغربية التي تأثرت بها في أنها تضع بين أيدي مفكري التربية ، و المهتمين بالبحث التربوي ، طرق بديلة للتفكير في مفهوم ( العلم ) و ( الطبيعة النظرية ) و خصائص ( المنهج العلمي ) ، و الأهم في ذلك أنها تساعد في إيضاح العلاقة بين البحث العلمي و آلياته ، وبين الحياة الاجتماعية و تطورها . تزودنا الدراسة النظرية النقدية ببدائل نظرية و منهجية للأنموذج الأساسي العالمي السائد الذي يبدو أنه يساعدنا ـ بقدر كاف ـ على حل مشاكلنا التربوية .

النتائج تشير إلى غياب ممارسة المنهاج نظرياً وعملياً :
     إن الاعتماد على نظرية المعرفة الغربية واتباع أساليب البحث العلمي ، لا يحل الإشكالية ما لم نعطي الأهمية القصوى لأدوار المعلم والباحث وولي الأمر في صياغة مكونات المنهج ، وما لم تتحول النظريات إلى سلوكيات وتطبيقات تلائم البيئة المحلية ، كذلك إحياء أو تجريب الكم من الدراسات والبحوث التربوية وتفعيل دورها والاستفادة من المقترحات التي يطرحها أهل الميدان ، ليتحول المنهاج إلى ممارسات يومية يمارسها المعلم والطالب في المدرسة وخارج المدرسة .

كلية التربية الأساسية  ونقد الطالب المعلم للمنهاج :
     لا يكفي دراسة الطالب المعلم نظرياً مقررات صياغة المنهج ونقده في كلية التربية الأساسية  ما لم يطبق ويتدرب على ذلك .

     ويمكن تنويع أساليب تقويم الطالب المعلم ليس فقط في ممارساته التدريسية داخل حجرة الدراسة أثناء برنامج " التربية العملية " بل كذلك تقويم أدائه في نقد المنهاج كتابة أو تقريراً أو دراسة خاصة وهو يمارس التدريس عملياً ، وكذلك أكدت العديد من الدراسات على أهمية تنوع أساليب التقويم المستخدمة في المنهج المدرسي لتقويم الطالب المعلم وتوصلت الدراسات أن أساليب التقويم المستخدمة تقتصر على الجانب المعرفي فقط ، بينما تهمل الجانب المهاري والجانب الوجداني ، وأوصت ضرورة الاهتمام بجميع الجوانب عند تقويم المنهج .

     هل هذه الدراسة التي بين أيدينا تجعلنا كمسئولين عن التربية نعيد النظر في مناهج كلية إعداد المعلم ، ولعلنا نحل بعض الإشكالات بخصوص ضعف أداء المعلم وضعف المخرجات التعليمية ؟؟ وضعف ... أكمل أيها المسئول ... .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق