مدارس بلا جدران

مدارس بلا جدران

الباحث التربوي / عباس سبتي

     فكرة مدارس بلا جدران فكرة قديمة نادى بها علماء التربية في الغرب ضمن شروط وقواعد بعدما رأى بعض هؤلاء العلماء تسلط بعض المعلمين والإدارات المدرسية على الطلبة وما سوف يتركه من نتائج سلبية على نفسية هؤلاء الطلبة ولعل هذا التسلط لم يأت من فراغ أي أن له أسباباً منها تطلع الطلبة إلى البيئات خارج المدرسة وما فيها من أدوات اللعب والمرح وعدم تحمل المسئولية خاصة في البيئات الصناعية وتوفر الثروة والغنى في الأسر الأوربية ، مما يعني تفكر الطلبة في القيام بالمغامرات الشبابية والبحث عن فرص العمل والبحث عن الثروات .

     ففكرة مدارس بلا جدران قد تكون صائبة في البيئات الأوربية وقد تصلح الآن على ما سوف يأتي ، إذ أن علماء التربية شعروا أن الطلبة عزفوا عن المدرسة والدراسة بسبب تطلعاتهم بيئات خارج أسوار المدرسة تلبية احتياجاتهم ورغباتهم ، فظهرت هذه الفكرة كي لا يشعر الطلبة أنهم في السجن .

     ومن هذا المنطلق فأن ما تمر به مدارسنا من ظروف ومنها عزوف طلابنا عن الدراسة هي نفس الظروف التي مرت بها مدارس أوربا وما زالت ، أنها ضريبة أدوات التكنولوجيا وهي مادة يتعلم منها الطلبة شرقاً وغرباً ويفضلونها على المواد الدراسية في المدارس ، ويشعرون أن المناهج الدراسية لا تلبي تطلعاتهم المستقبلية .

     والذي جعلني أكتب ما أكتبه هو أنني شاهدت مدرسة في منطقتنا قد زاد جدرانها طولاً لماذا ؟ لأنها تعاني كما تعاني بقية مدارسنا الهروب الجماعي من قبل الطلبة  ، وقد فصلت ذلك في مقال لي في أحد أعداد " المعلم "  ، فهل هذا حل للتغلب على ظاهرة الغياب المدرسي ؟ لا أعتقد أن مدراء المدارس بل والمسئولين بوزارة التربية يعتقدون أن هذا هو الحل ؟ لكن ذلك يعكس تردي حالات التعليم في مدارسنا دون أن نعالجها جذرياً ، ومنها أنه آن الأوان أن نعيد النظر بمناهجنا ودراسة أسباب ظاهرة الغياب المدرسي وإيجاد حلول لها .  

للحديث بقية ...