ماذا بعد الكادر ؟
الباحث التربوي / عباس سبتي
وفي تقرير لإحدى الهيئات
التربوية وهي هيئة غير ربحية تقول إن هناك علاقة ضعيفة بين تقدم الطلاب التعليمي
والصرف على التعليم. وتخلص إلى القول إن الخبراء يؤكدون أن النظام التعليمي المتميز
يسعى إلى جذب أفضل المعلمين. ففي فنلندا مثلا تقرر أنه لابد لأي منتسب إلى مهنة
التعليم أن يكون حاصلاً على درجة الماجستير.... وفي جنوب أفريقيا تقرر أن يكون
معلمو المرحلة الابتدائية هم من أفضل 5 % من خريجي الجامعات وفي سنغافورة تقرر أن
يكونوا هم من أفضل 30 % من خريجي الجامعات..
يضيف تقرير مكنزي أنه ليس هناك علاقة بين ارتفاع رواتب المعلمين وارتفاع مستويات الطلاب وإلا لكانت ألمانيا وفرنسا وسويسرا التي تعتبر من أفضل دول العالم من حيث ارتفاع رواتب المعلمين من بين الدول التي تمتلك أفضل الطلاب لأن الدراسات تقول "إن تحصيل الطلاب في هذه الدول الثلاث ليس بالأفضل" وأقول في دول الخليج فأن مستوى الطلاب ليس في المستوى العالي والمطلوب مع أن هذه الدول بالذات الكويت زادت رواتب المعلمين .
الأمر يتطلب رفع كفاءة
المعلم أكثر من رفع سقف راتبه إذا أردنا تعليماً تنافسياً ومميزاً ، أليس كذلك ؟
... تقول الدراسات إن سنغافورة على سبيل المثال تقدم للمعلمين عدد 100 ساعة
تدريبية حقيقية وفاعلة كل عام.. تدريبا فاعلا ليس شكلياً يتم فيه التأكد من نقاط
الضعف عند المعلم ويلامس التدريب هذه النقاط مباشرة ثم يتم التقييم
على المهارات التي تعلمها أثناء التدريب
وفي اليابان وفنلندا يفرغ المعلم في فترة ما بعد الظهر مرة كل أسبوع
ضمن برنامج زيارات متبادلة يتم فيها تبادل الخبرات والتجارب وتعلم أفضل الأداء من
معلم وآخر .. كما أن المعلمين أثناء هذه الزيارات يقومون بتحضير بعض الدروس
النموذجية بشكل جماعي في خطوة هامة يتم نقل خبرات المتميزين إلى الأقل تميزاً .
ويقول أحد المسؤولين
التربويين الأمريكان في تعليق له حول هذا المفهوم " إذا تقاعد تربوي أمريكي
متألق فإن كل خططه وممارساته تتقاعد، وعندما يتقاعد تربوي ياباني فإن إرثه التربوي
يبقى ".
ففي فنلندا على سبيل المثال خصص أفضل المعلمين لتحسين أداء زملائهم المتقاعسين أو بالأحرى ضعيفي الأداء، وخصص معلم متميز لكل سبعة معلمين يحتاجون إلى تطوير ، على ان يكافيء .
نستخلص القول أن رفع سقف رواتب المعلمين شيء جيد ، لكن على أن نطور عملية التعليم وأن تكون مخرجات التعليم مميزة تسهم في رقي البلاد أليس كذلك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق