الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

تجربة تقويم المعلم




تجربة تقويم المعلم
الباحث التربوي / عباس سبتي

     في هذه الأيام من شهر أبريل يقوم مدير المدرسة والموجه الفني يقويم المعلمين وسوف ينصب الحديث عن تجربة تقويم المعلم بعد تطبيق نموذج تقويم الكفاءة  عبارة تقويم المعلم أصبحت مزعجة في أوساط المعلمين إلا أنها لا تلقى الاهتمام المطلوب لدى مسئولي التربية ، لكن المؤسف له أن تهدر الأموال وتصرف على شكل رواتب المعلمين دون أن يطور المعلم أداءه من أجل تحسين العملية التعليمية ومن أجل تنمية البلاد لتعوض ما صرفته على المعلم ، صحيح أن تقويم المعلم من أهم عناصر العملية التعليمية ، إلا أن ذلك يتوقف على جدية هذا التقويم وإيمان المعلم بأهميته بالنسبة له في رفع أدائه ، وإيمان المسئولين أن هذا التقويم يؤدي إلى تحسين عمليتي التعليم والتعلم ، وأنه القوة المحركة لعجلة تطور التعليم ، أليس كذلك ؟

     لكن في غياب شعور بأهمية رفع كفاءة أداء المدارس ، وعدم إيمان المعلم بعملية التقويم له ولغيره من عناصر المنظومة التعليمية ، وراء ازعاج المعلم لهذا التقويم ، خاصة وأن المعلمين الآن ليسوا كمعلمين الأمس الذين أعطوا كل جهدهم من أجل تربية وتعليم الطلاب ، بينما وللأسف أكثر المعلمين خاصة الشباب منهم  يشعرون بالتعب والملل ، ويتذمرون من توجيه النقد لهم ولا يريد بعضهم أحداً يقومهم .

تتكون محاور التقويم الجديد الصادر من مجلس الخدمة المدنية من أربعة محاور :
     عوامل كفاءة الأداء الفردي .
     عوامل كفاءة الأداء الجماعي .
     عوامل كفاءة القدرات الشخصية .
     عوامل تقييم كفاءة شاغلي الوظائف الإشرافية .

     وهذه البنود تشمل تقويم كل العاملين بوزارة التربية ، وقد حذفت بنود : التعامل مع المراجعين والاستجابة لطلباتهم ، وتقديم الاقتراحات ودراسات لتطوير العمل ، وهما من صميم عمل المعلم ، فهو يستقبل أولياء أمور الطلاب كمراجعين بشكل دوري ومستمر لمتابعة أداء أبنائهم ، وقد يستعين قياديو الوزارة من مقترحات المعلمين لأنهم في أتون الميدان أي أنهم أدرى بالميدان وإصلاحه ، لذا نجد من الضروري بمكان تفعيل هذين البندين في تقويم المعلم مستقبلاً ، إذا أرادنا الإصلاح والتطوير لحركة التعليم عندنا  ، إلى جانب اعطاء دور للتقويم الذاتي لمدير المدرسة والموجه الفني والمعلم والطالب ، خاصة و أن يقيم المعلم نفسه ليعرف نقاط القوة والضعف لديه وبالتالي يكون له دور في تطوير التعليم وليس يسلب منه هذا الدور فلا  يتفاعل مع من يقيمه من المدير والموجه ، بل ويتقبل النقد خاصة نقاط الضعف لديه فيما إذا ذكرت له وهو على علم بها بعد أن قيم نفسه قبل أن يقيمه رئيسه المباشر .

     نستخلص القول إذا أردنا أن نطور التعليم في المنظومة التعليمية ، يتطلب منا كتربويين ، أن نعطي دوراً أكبر للمعلم في عملية التطوير ونكرم من يقدم المقترحات من المعلمين ونميزه عن غيره ، وأن تؤخذ نتائج التقويم الذاتي للمعلم بعين الاعتبار عندما يقيمه الآخرون ، ونناقش المعلم في نتائج تقويمه لطلبته وهذا البند يدخل في صميم تقويم المعلم لذاته .


     على أي حال التقويم الجديد يحتاج إلى إدخال تعديلات عليه خاصة ملاحظات أهل الميدان لأنهم أدرى بشعاب مكة ، أليس كذلك ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق