الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

تحديد المسار الوظيفي




تحديد المسار الوظيفي
الباحث التربوي / عباس سبتي

     زرت قبل أشهر أرض المعارض بمناسبة اشتراك الجهات المهتمة بالتدريب والتعليم من القطاع العام والخاص ، وقد كان هدفي التعرف على ما عند هذه الجهات من أهداف تصب في تلبية احتياجات سوق العمل في الكويت ، واستعرضت الجامعات الأهلية برامجها التخصصية مثل التسويق وإدارة الأعمال وإدارة الموارد البشرية إلى جانب هندسة صيانة الطائرات وتكنولوجيا هندسة البترول وهندسة الالكترونيات والهندسة المدنية والإنشائية والهندسة الميكانيكية ، وركزت بعض الكليات الخاصة على تجويد اللغة الانجليزية محادثة وكتابة وأدباً ، وأخرى عرضت ما لديها من برامج في مجال علوم الكمبيوتر .

     والملفت للنظر أن " المطويات " والكتيبات التعريفية والإرشادية لهذه الكليات كثيرة جداً حتى أن الزائر يحتار ما يأخذ وما لا يأخذ  ، وأجد أن ذلك غير مدروس ولا تعكس سوى أن " التعليم " أصبح كأي سلعة تجارية تحتاج إلى الدعاية ، وأن هذه الكليات تقوم على أساس الربح المادي في المقام الأول ، ثم أنه على الرغم من أن هذه الجهات المعنية نصرف على طباعة هذه الكتيبات أموالاً طائلة ، إلا أن مصيرهذه الكتيبات  سلة القمامة ، ولعل بعض أولياء أمور الطلاب  لا يريد كل هذه المطبوعات بقدر ما يريد ان يضمن مستقبل ولده أو أن يجد مكاناً له في الكليات الخاصة أو الحكومية ويطمئن على مستقبل ابنه من خلال التنافس بين هذه الكليات على ما يحتاجه سوق العمل مستقبلاً .

     إن تحديد احتياجات سوق العمل عملية علمية وليس من خلال الدعاية التجارية ، وإقامة معرض لأيام معدودة ، ثم أن على الجهة المنظمة لأرض المعارض أن تفرق بين الشركات التي تسوق سلعها التجارية ، وبين الجامعات والكليات التعليمية التي تريد انتاج أيدي عاملة ومفكرة لمستقبل هذا البلد ، أليس كذلك ؟

     إن التدريب العملي يجب أن يغطي المنهج أكثر من الجانب المعرفي والنظري خاصة ونحن نعيش عصر تفجر المعلومات لذا تجد أن هذه الكليات تعرض برامجها التدريبية لتؤكد على هذا الجانب بمعنى أنها تحدد ما يحتاجه سوق العمل ، فهل هذا صحيح ؟

     تمنيت أن يكون هناك قاعة لإلقاء المحاضرات حول احتياجات سوق العمل وما تعرضها الجهات التدريبية والتعليمية من برامج لجيل الشباب ، وقاعة لعرض الأفلام عن طبيعة الدراسة في هذه الجهات ، إلى جانب ما تمتلكها هذه الجامعات من همة في غرس روح الإبداع والتجديد في نفوس الطلبة وإنتاج مخرجات التعليم تجد لها وظائف في سوق العمل في الكويت  ، وتمنيت أن يكون هناك أناس من اللجنة التي تدير هذه الجهات وتصحح مسارها في القاعات أن تنسق بين الناس خاصة اولياء أمور الطلاب وبين الكليات الأهلية في قاعات أرض المعارض للتواصل لتسهيل التسجيل ومعرفة البرامج التعليمية والتدريبية كي يكون الطلاب على بينة من أمرهم في التخطيط لمستقبلهم الوظيفي .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق