الاثنين، 2 ديسمبر 2013

ما زال العنف قائماً




ما زال العنف قائماً
الباحث التربوي / عباس سبتي

     استمعت إلى إذاعة BBC  اللندية يوم الثلاثاء بتاريخ 23/12/2008م ، أن بعض الصحف اللندية قد نشرت خبراً مفاده أن هناك ما بين 7-10 آلاف بلاغاً  صدر من مراكز الشرطة حول العنف في المدارس خلال السنة الحالية (2008) والتي شارفت على الإنتهاء بعد أيام قلائل ، والملفت للنظر أن هذا العنف قد وقع في المدارس الابتدائية حيث تتراوح اعمار التلاميذ ما بين 6-11 سنة .

     والسؤال الذي لا بد أن يطرح هو لماذا هذا العنف على يد هذه الفئة العمرية ، ولماذا هذا الكم من البلاغات التي تشغل بال رجالات الشرطة ، وأين دور إدارات المدارس التي لا تستطيع السيطرة على هذا الوضع المؤسف ، ولماذا أصبح هؤلاء الأطفال ميالين إلى العنف ولماذا يستخدمون الآلات الحادة والسكاكين كما جاء في بلاغات مراكز الشرطة ؟؟

     وتشير بعض الدراسات أن 74% من البرامج الكرتونية تفضي أو تؤدي إلى سلوك إجرامي لدى الأطفال .

     هل يريد الطفل أن يقضي على خصمه الوهمي ؟

     الخصم الوهمي ؟؟ نعم أن هؤلاء الأطفال ضحايا ونتاج العنف والتهور بسبب تأثرهم بأفلام الكرتون وألعاب الكمبيوتر ، فأصبحت صفة العدوان والاعتداء على الخصم الوهمي صفة دائمة في نفوس هذه الفئة العمرية ، فإذا كان الطفل وبدافع التقليد والمحاكاة لأبطال ألعاب الكمبيوتر الذين يستخدمون قواهم في القضاء على خصومهم ، وهم في نظر هؤلاء الأطفال أعداء وهميين ، لكنهم ونتيجة لهذا التأثر والمحاكاة لا مانع لدى هؤلاء الأطفال استخدام الآلات الحادة ضد زملائهم الذين من الممكن حل النزاع معهم بأسلوب سلمي وحكيم ، ولأنه من المفروض ان الطفل يتعلم كيف يتصرف في بعض المواقف الصعبة وكيف لا يسبب الأذى في حق زميله ، وكيف يفك النزاع والخلاف بين زميل وآخر ، إلا أن ألعاب الكمبيوتر وأفلام الكرتون صنعت من أجل جعل البراعم الصغيرة والوديعة ذئاب مفترسة لا تعرف الرحمة .

     فمتى تقف الدول وقادتها لتمنع هذه الوسائل المدمرة وإتاحة الفرصة للجهود والمساعي التي تحث على الفضيلة والأخلاق الحميدة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق