ما زال العنف قائماً
الباحث التربوي / عباس سبتي
استمعت إلى إذاعة BBC اللندية يوم الثلاثاء
بتاريخ 23/12/2008م ، أن بعض الصحف اللندية قد نشرت خبراً مفاده أن هناك ما بين
7-10 آلاف بلاغاً صدر من مراكز الشرطة حول
العنف في المدارس خلال السنة الحالية (2008) والتي شارفت على الإنتهاء بعد أيام
قلائل ، والملفت للنظر أن هذا العنف قد وقع في المدارس الابتدائية حيث تتراوح
اعمار التلاميذ ما بين 6-11 سنة .
والسؤال الذي لا بد أن
يطرح هو لماذا هذا العنف على يد هذه الفئة العمرية ، ولماذا هذا الكم من البلاغات
التي تشغل بال رجالات الشرطة ، وأين دور إدارات المدارس التي لا تستطيع السيطرة
على هذا الوضع المؤسف ، ولماذا أصبح هؤلاء الأطفال ميالين إلى العنف ولماذا
يستخدمون الآلات الحادة والسكاكين كما جاء في بلاغات مراكز الشرطة ؟؟
وتشير بعض الدراسات أن
74% من البرامج الكرتونية تفضي أو تؤدي إلى سلوك إجرامي لدى الأطفال .
هل يريد الطفل أن يقضي
على خصمه الوهمي ؟
الخصم الوهمي ؟؟ نعم أن
هؤلاء الأطفال ضحايا ونتاج العنف والتهور بسبب تأثرهم بأفلام الكرتون وألعاب
الكمبيوتر ، فأصبحت صفة العدوان والاعتداء على الخصم الوهمي صفة دائمة في نفوس هذه
الفئة العمرية ، فإذا كان الطفل وبدافع التقليد والمحاكاة لأبطال ألعاب الكمبيوتر
الذين يستخدمون قواهم في القضاء على خصومهم ، وهم في نظر هؤلاء الأطفال أعداء
وهميين ، لكنهم ونتيجة لهذا التأثر والمحاكاة لا مانع لدى هؤلاء الأطفال استخدام
الآلات الحادة ضد زملائهم الذين من الممكن حل النزاع معهم بأسلوب سلمي وحكيم ،
ولأنه من المفروض ان الطفل يتعلم كيف يتصرف في بعض المواقف الصعبة وكيف لا يسبب
الأذى في حق زميله ، وكيف يفك النزاع والخلاف بين زميل وآخر ، إلا أن ألعاب
الكمبيوتر وأفلام الكرتون صنعت من أجل جعل البراعم الصغيرة والوديعة ذئاب مفترسة
لا تعرف الرحمة .
فمتى تقف الدول وقادتها
لتمنع هذه الوسائل المدمرة وإتاحة الفرصة للجهود والمساعي التي تحث على الفضيلة
والأخلاق الحميدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق