الاثنين، 2 ديسمبر 2013

ديمقراطية إدارة المدرسة




ديمقراطية إدارة المدرسة
الباحث التربوي / عباس سبتي

     أنشئت مجالس الأمناء في قطر كنموذج للإدارة المدرسية الحديثة كيف ؟

     جاءت مبادرة تطوير التعليم بدولة قطر  من أجل تحقيق الأهداف التي تتناسق مع المبادرات التطويرية الأخرى الموجودة في كثير من البلدان، ومنها دول مجلس التعاون الخليجي الهادفة إلى إحداث تعديلات جوهرية في نظم المناهج الدراسية والإدارة المدرسية والتقويم وتحسين مستوى أداء الطلاب .

     تركز المبادرة على تطوير إدارة المدارس وتبني مبدأ الديمقراطية وتجنب تركيز الصلاحيات كلها في أيدي مديري المدارس ، وتوسعة دائرة اتخاذ القرار وذلك بإشراك المجتمع في الإدارة المدرسية من خلال مجالس الأمناء التي تضم في عضويتها أولياء الأمور والهيئة التدريسية ومؤسسات التعليم والقطاع الخاص وممثلي المجتمع المحلي  والشخصيات ذات العطاء التربوي و العلمي، وذلك تحقيقاً لمفهوم الشراكة التربوية، وتعزيزاً للشراكة العامة حتى يصبح التعليم مسؤولية مجتمعية وهمَّاً وطنياً .

أقول :
     إن إنشاء مجلس الأمناء أو سميه مجلس " الشركاء " في كل مدرسة على غرار ما نادت به المبادرة القطرية أمل لمستقبل التعليم في الكويت ، أن هذا المجلس يجعل الجميع يشتركون في حمل هم التربية والتعليم ، وليس الهم الذي نسمعه في المنتديات والمؤتمرات التربوية فقط .

     يتابع مجلس الشركاء أداء المدارس عن كثب ، وهذا المجلس لا يسلب دور المنطقة التعليمية أو الوزارة ، وإنما دوره رقابي لجعل المجتمع المدني يسهم بدوره في تحسين التعليم والمخرجات التعليمية ، ويشبه هذا المجلس مجلس إدارة المدرسة في بعض الدول .

     لكن الفرق بين مجلس الشركاء هذا ومجلس إدارة المدرسة في بعض الدول أن مجلس الشركاء أوسع من مجلس إدارة المدرسة من حيث إشراك القطاع العام والخاص مما يعزز مبدأ الديمقراطية الجماعية لخدمة التعليم وتطويره .

     ولا ننسى دور الطلاب ذلك أن التعليم الذي يجابه تحديات كبيرة فأنه يركز على استشراف المستقبل وتنمية بعد النظر لدى الأبناء  في مجابهة هذه التحديات وتوصيف الدور المنوط بهم كشركاء في صناعة الحاضر وتشكيله وكقادة للمستقبل من أجل تعزيز ديمقراطية التعليم ، بما في ذلك فهم المتغيرات الكونية المتمثلة في العولمة و الاقتصاد الحديث وقيمه وآليات عمله وممارساته وترابطاته واعتماده المتبادل وكيفية التعامل معه، كل ذلك يتم من خلال اكتساب الطلاب  المعرفة الإنسانية الحديثة وتطويرها وتوطينها وتكييفها ونشرها واكتساب المهارات التحليلية التي تتصل بحل المشاكل وبقية المهارات التي تركز على إنماء دور الطلاب وزيادة تطلعاتهم نحو الحياة لخلق جيل مبدع يعيش عالم سريع التغير .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق