الاثنين، 2 ديسمبر 2013

السرقة تطال مدارسنا ، ماذا يعني ذلك ؟!




السرقة تطال مدارسنا ، ماذا يعني ذلك ؟!
الباحث التربوي / عباس سبتي

     لدي أبنان في إحدى المدارس الثانوية كلاهما اشتكى بتعرضه إلى السرقة ، سرقة " ساندوش " وسرقة آلة حاسبة تستخدم للرياضيات في الثانوية وهي غالية الثمن ، وأخيراً سرقة " بنطلون " من الفصل وطلاب الصف في حصة الألعاب .. وسرقة ... وسرقة .... على لسان حال بقية أولياء الأمور .

     لقد كتبت في إحدى المقالات تحت عنوان " تجسس أو تعديل سلوك " في أحد اعداد " المعلم " على ضوء تنصيب كاميرات مراقبة في بعض مدارس دولة الإمارات وكان لهذا المشروع من مؤيدين ومعارضين ، ويكفي ان المنحرف سلوكيا يتحايل على هذه الكاميرات كما بالنسبة للمجرمين وأصحاب السوابق كما جاء على لسان المعارضين .

     وقد تكون كاميرات المراقبة احد الحلول لظاهرة السرقة في مجتمع أفراده أغنياء ويفترض ان أبناء هذا المجتمع لا يدفعهم " السرقة " بدافع الفقر لكن ماذا نفسر ذلك ؟

     قد يكون الجواب أن الطلاب في مرحلة المراهقة يلجئون إلى السرقة بدافع حب المخاطرة والمغامرة وهم يقلدون نجوم التلفاز والسينما بهذه السلوكيات المنحرفة ، وهل هذا جواب مقنع ؟

     ثم  لماذا يصل الأمر بطلابنا للقيام بهذه السلوكيات ؟

     فأين التربية وأين دور الإدارة المدرسية وهي تسمع عن هذه السلوكيات ؟

     ثم ما دور أولياء أمور هؤلاء الطلاب الذين يقومون بسرقة زملائهم في المدرسة ، ماذا نقول لهؤلاء الطلاب الذين سوف يتخرجون ويكونون رجالاً لغدهم فهل يخلصون لوطنهم ؟

     وقد تناقلت الصحف اليومية عن سرقات " ضخمة " ألا يعني أن هؤلاء اللصوص كانوا لصوصاً صغار في مدارسهم يوماً ما ؟

     ألا يحتاج منا كباحثين أن ندرس حالة السرقة لدى أبنائنا دراسة علمية ؟

     أم نقول ما يقوله بعض أنها نزوات شباب وطيش سوف يتخلى عنها هؤلاء الطلاب بعد تخرجهم هل هذا يكفي ؟؟

     أم ان هذه الظاهرة  من نتائج عصر العولمة وإفرازاتها حيث أن الفرد لا يفكر بالأخلاقيات والقيم ولا يقيم لها وزناً وقيمة ؟

     أم ماذا نفسر بقية الجرائم التي ترصدها عيون الصحافة اليومية ، فهل تفتح عيون أبنائنا على ممارسة هذه التجاوزات أم لا ؟

     وأخيراً يجب تكاتف الجهود للتصدي لظاهرة السرقة في المدارس بعد عجز الإدارات المدرسية وضياع أصوات الواعظين وصم آذان الطلاب وفشل الكاميرات الخفية  ، الكلام موجه إلى المعنيين بوزارة التربية فقط .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق