الرد السريع
الباحث التربوي / عباس سبتي
في صفحة
المحليات من جريدة " الوطن " يوم الجمعة 21/1/2011 بررت وزيرة
التربية تذمر الطلبة من صعوبة الامتحانات
أن ذلك يرجع إلى عدم استعدادهم جيداً للامتحانات .
في هذا
الخبر القصير ردت وزيرة التربية بهذا الرد القصير جداً ، وكأن ليس هناك ما يدعو
إلى القلق ، خاصة بالنسبة لطلبة المرحلة الثانوية الذين يتوقع تخرجهم بعد أشهر
قليلة ، وما لهذا أثر على تقديرات ومعدلات الطلبة
بعد تخرجهم ، وبالتالي يعني أن هناك خللاً لا تريد الوزيرة أن تبوح به ، أو
أنها تدافع عن التواجيه الفنية التي وضعت الاختبارات ، هذا وقد سمع الكثير عن
صعوبة اختبارات " الرياضيات " في إحدى القنوات الفضائية المحلية إلى
جانب تذمر أولياء أمور الطلبة ليس فقط في اختبار " الرياضيات " ، وقد
قال بعض المعلمين أن هناك خطأ في الامتحان ، بل وفي اختبار " اللغة العربية
" أيضا حيث كانت الأسئلة غير مباشرة وخارج المقرر الدراسي كما قال بعض الطلبة
، وسمعنا في إحدى المدارس الثانوية أن 33 طالباً فقط نجحوا في أمتحان "
الرياضيات " من فصول الرابع الثانوي العلمي
، والعجيب أن أسئلة الامتحان من
الكتاب او المقرر الدراسي وليس من المنهج كما قالت الوزيرة ، حيث أن المقرر
الدراسي عنصر من عناصر المنهج المدرسي كما تعلم الوزيرة بهذه المعلومة نفسها .
لقد تحدثنا
كثيراً عن سلبيات نظام الامتحان في مدارسنا ومنها أن الامتحان يعتمد على الحفظ
والتلقين ، بمعنى أن الطالب يحفظ ما في الكتاب المدرسي ثم يفرغ ما حفظه في ورقة
الامتحان وهو ما يسمى امتحان " ورقة
وقلم " ، وليس على الفهم والتعبير بل وكيفية حل المشكلة أو حسن التصرف مع
الموقف الصعب ، لكن للأسف نجد أن مع كل سنة خاصة في السنين الأخيرة يضع التوجيه
الفني أسئلة صعبة او أسئلة غير مباشرة كما يدعي الطلبة ، كان من المفروض تدريب
الطلبة على كيفية حل الإجابات وكيفية ابداء رأي الطالب في الامتحان ، وأن يفكر
بطريقة علمية حسب خطوات التفكير العلمي ، وألا يعتمد الطالب على الحفظ كثيراً ، بل يتدرب المستويات العليا من التفكير مثل :
التحليل والتركيب والتقويم ، و على واضعي
أسئلة الامتحان تجريب الامتحان كأن يطلع بعض المعلمين على الأسئلة ويجيبوا عن
الأسئلة وإذا كانت هناك ملاحظات يبدونها للتواجيه الفنية قبل إقرار أسئلة الامتحان
، لأنهم أدرى يمستوى الطلبة من الموجهين ،
لهذا أظن أن طلابنا لم يتدربوا على مستويات التفكير العليا في الغالب لأن ذلك
يحتاج إلى تغيير في أساليب التقويم إلى جانب الكم من المعلومات في الكتب المدرسية
يجعل الطلبة يعتمدون على أسلوب الحفظ فقط من أجل أداء الاختبار ، كذلك طريقة
التدريس المعتمدة على الإلقاءوالمحاضرة بمعنى يكون دور الطالب سلبي ، فقط عليه
تلقي المعلومات من المعلم .
وأظن أن
الرد السريع من الوزيرة سيجعلها تتدارس الوضع من جديد خاصة وأن نتائج الاختبارات
سوف لا تكون مرضية عند قيادي الوزارة بل والتواجيه الفنية ومدراء المدارس
وبالذات نتائج امتحانات الصف الرابع
الثانوي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق