الاقتصاد
والتربية والتعليم
الباحث
التربوي / عباس سبتي
شهدت الكويت المؤتمر الاقتصادي والاجتماعي في يومي 19 و20 من شهر يناير
الحالي ، بحضور عدد من زعماء الدول العربية ، لإيجاد حلول للقضايا الاقتصادية
والاجتماعية ومنها التعليمية ، في ظل الكساد الاقتصادي الذي يشهده العالم أو
الأزمة المالية التي عصفت باقتصاديات الدول الكبرى والصغرى، الغنية والفقيرة
،المتقدمة والنامية ، وهذه البادرة من الكويت تأتي في دأبها وجهدها لأن تكون
مركزاً مالياً لإدارة رؤوس الأموال والاستثمارات ، حيث أن الكويت لها باع طويل في
مجال الاعتماد على الاستثمارات في الخارج كدخل احتياط إلى جانب البترول ، وقد نجحت
أيام الغزو الغاشم في دعم شعبها داخل وخارج الكويت ودعم قضاياها المحورية
بالاستفادة من هذه الاستثمارات .
وفي هذا المؤتمر كلنا أمل أن يأخذ القرار التربوي دوره ضمن القرارات التي
يختتم بها الزعماء العرب خلال المؤتمر ، وأن تستفيد الكويت من تجارب بعض الدول
العربية في مجال التربية والتعليم وتجذب الكوادر البشرية لتحريك عجلة التعليم إلى
جانب الكوادر المحلية التي لا تقل تجربة وخبرة في هذا المجال .
إن التعليم كأي مجال من المجالات التنموية يحتاج إلى رؤوس الأموال وإلى
كوادر بشرية ذات كفاءة ودراية وإلى النية الصادقة والارادة والتصميم وغير ذلك عندما يفكر القادة في تطوير
هذا المجال ، وأن لا يكون مجال ما يطغى بالأهمية على بقية المجالات ، ولو أن مجال
التعليم يأتي في الغالب على قمة الأولويات التي ترصدها الدول بل وتحاسب شعوبها
مسئوليها على التقصيرلأن ذلك يؤثر سلباً على بقية المجالات .
التعليم يعد الطاقة في تحريك عملية الاقتصاد وكلما كان التعليم مطوراً
ويلقى الرعاية والاهتمام من قبل القادة كلما كان اقتصادها متيناً وقوياً وعاش
شعوبها في رفاهية وراحة ، ولعل المؤشرات التعليمية في الدول المتقدمة تشهد لها في
تنامي اقتصادها مما جعلها تصبح هذه الدول غنية في كافة المجالات .
إذا كان التقرير الختامي لهذا المؤتمر قد وضع في بنوده كيفية تطوير التعليم
على مستوى الدول العربية ، فأن تفعيل هذا البند يحتاج إلى وقت وإلى العوامل التي
مرت سابقاً ، لكن نأمل أن يكون لدينا سياسة تعليمية موحدة عربياً لنحقق طموحاتنا
ليس على المستوى المحلي بل أيضا على المستوى العربي ولننافس الدول المتقدمة في هذه
المجالات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق