الاثنين، 2 ديسمبر 2013

الاقتصاد والتربية والتعليم




الاقتصاد والتربية والتعليم
الباحث التربوي / عباس سبتي

     شهدت الكويت المؤتمر الاقتصادي والاجتماعي في يومي 19 و20 من شهر يناير الحالي ، بحضور عدد من زعماء الدول العربية ، لإيجاد حلول للقضايا الاقتصادية والاجتماعية ومنها التعليمية ، في ظل الكساد الاقتصادي الذي يشهده العالم أو الأزمة المالية التي عصفت باقتصاديات الدول الكبرى والصغرى، الغنية والفقيرة ،المتقدمة والنامية ، وهذه البادرة من الكويت تأتي في دأبها وجهدها لأن تكون مركزاً مالياً لإدارة رؤوس الأموال والاستثمارات ، حيث أن الكويت لها باع طويل في مجال الاعتماد على الاستثمارات في الخارج كدخل احتياط إلى جانب البترول ، وقد نجحت أيام الغزو الغاشم في دعم شعبها داخل وخارج الكويت ودعم قضاياها المحورية بالاستفادة من هذه الاستثمارات .

     وفي هذا المؤتمر كلنا أمل أن يأخذ القرار التربوي دوره ضمن القرارات التي يختتم بها الزعماء العرب خلال المؤتمر ، وأن تستفيد الكويت من تجارب بعض الدول العربية في مجال التربية والتعليم وتجذب الكوادر البشرية لتحريك عجلة التعليم إلى جانب الكوادر المحلية التي لا تقل تجربة وخبرة في هذا المجال .

     إن التعليم كأي مجال من المجالات التنموية يحتاج إلى رؤوس الأموال وإلى كوادر بشرية ذات كفاءة ودراية وإلى النية الصادقة والارادة  والتصميم وغير ذلك عندما يفكر القادة في تطوير هذا المجال ، وأن لا يكون مجال ما يطغى بالأهمية على بقية المجالات ، ولو أن مجال التعليم يأتي في الغالب على قمة الأولويات التي ترصدها الدول بل وتحاسب شعوبها مسئوليها على التقصيرلأن ذلك يؤثر سلباً على بقية المجالات .

     التعليم يعد الطاقة في تحريك عملية الاقتصاد وكلما كان التعليم مطوراً ويلقى الرعاية والاهتمام من قبل القادة كلما كان اقتصادها متيناً وقوياً وعاش شعوبها في رفاهية وراحة ، ولعل المؤشرات التعليمية في الدول المتقدمة تشهد لها في تنامي اقتصادها مما جعلها تصبح هذه الدول غنية في كافة المجالات .

     إذا كان التقرير الختامي لهذا المؤتمر قد وضع في بنوده كيفية تطوير التعليم على مستوى الدول العربية ، فأن تفعيل هذا البند يحتاج إلى وقت وإلى العوامل التي مرت سابقاً ، لكن نأمل أن يكون لدينا سياسة تعليمية موحدة عربياً لنحقق طموحاتنا ليس على المستوى المحلي بل أيضا على المستوى العربي ولننافس الدول المتقدمة في هذه المجالات .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق