الاثنين، 2 ديسمبر 2013

الغياب ظاهرة متجددة




الغياب ظاهرة متجددة
الباحث التربوي / عباس سبتي

     أجريت دراسات عديدة بخصوص غياب الطلاب عن المدرسة ، ولا يختلف أحد على أسباب ظاهرة الغياب وتعددها مع انتشار هذه الظاهرة في الكثير من دول العالم ، ولكن الملفت للنظر أنها لا تعالج بالطرق المتبعة أوالتي أوصى بها الباحثون وغيرهم ، وقد يقول قائل أن هذه الطرق تتبع وقد تحد من هذه الظاهرة ولكن لا تختفي عن عالم المدارس ، لماذا ؟؟

     اكتب هذا المقال وأنا في حزن وقلق أن انتشار هذه الظاهرة يتزايد في مدارسنا ، وأن الغياب له عواقب وخيمة ليس على الطلاب أنفسهم بل على بقية أفراد المجتمع وعلى الوطن .

     وإذا رجعنا إلى الوراء نجد أن المناطق الخارجية أو مدارس منطقتي الأحمدي والجهراء التعليميتين كانت تعاني أكثر من المناطق الداخلية ، وخاصة مع نهاية الأسبوع أو اليوم الأخير من الأسبوع ، وتمثلت الظاهرة أيضا قبل وبعد العطل الرسمية  ، ثم أن ظاهرة الغياب تتعدى نتائجها الوخيمة أسوار المدرسة ، لكننا رأينا كتربويين أن تفشي هذه الظاهرة ليس وراءها الطلاب أو هم السبب الرئيس في ولادتها ، لكن الوالدين وبقية أفراد المجتمع يتحملون القسط الأكبر من المسئولية ، ولعل الدراسات الحديثة في منطقتنا الخليجية قد أشارت إلى هذه الأسباب ، لكن التوعية التي يبثها المعلمون والوالدون تذهب أدراج الرياح بسبب تساهل الإدارات المدرسية خاصة في المرحلة الثانوية في ضبط ظاهرة الغياب والحد منها .

     إن الغياب كظاهرة يتساهل بها بعض التربويين في المدارس بسبب عدم تحمل مسئولية تربية الأبناء مع غياب خدمة هذا الوطن ، بل لا يشعر بعض أفراد المجتمع بهذه المسئولية أيضا وبالتالي يساهم في تغيب أبنائهم بحجج واهية أضعف من بيت العنكبوت ، وأهمها التغيب عن مقر العمل لتفقد أحوال الأبناء في البيت .

     في الغالب يعد شهر فبراير شهر يتوقف فيه العمل والدراسة في بلادنا ، بسبب  إجازة نصف السنة في الأسبوعين الأوليين من هذا الشهر ، والتسيب والتسرب عن المدرسة بعد هذه الإجازة وإلى نهاية الشهر ، كل ذلك بسبب أن المواطنين مشغولون باحتفالات العيد الوطني كما يدعي بعض الغيورين ، وكأن بالغياب عن المدارس والوزارات يعبر عن الفرحة بالعيد الوطني ويتناسى هذا وذاك تعطيل خدمات الدولة وتوقف عجلة التنمية في البلاد ، والتشجيع على ظاهرة الغياب .

     ينبغي أن نحترم أيام الدراسة واحترام جدول توزيع موضوعات المنهج ، بل ومجرد البقاء دقائق معدودة في المدرسة  أو في الوزارة هو من خدمة الوطن ، ومن ثم نقضي على ضعف دافعية التعلم لدى أبنائنا وكرههم للدراسة ، ونرغب موظفينا على احترام ساعات العمل .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق