الغياب
ظاهرة متجددة
الباحث
التربوي / عباس سبتي
أجريت دراسات عديدة بخصوص غياب الطلاب عن المدرسة ، ولا يختلف أحد على
أسباب ظاهرة الغياب وتعددها مع انتشار هذه الظاهرة في الكثير من دول العالم ، ولكن
الملفت للنظر أنها لا تعالج بالطرق المتبعة أوالتي أوصى بها الباحثون وغيرهم ، وقد
يقول قائل أن هذه الطرق تتبع وقد تحد من هذه الظاهرة ولكن لا تختفي عن عالم
المدارس ، لماذا ؟؟
اكتب هذا المقال وأنا في حزن وقلق أن انتشار هذه الظاهرة يتزايد في مدارسنا
، وأن الغياب له عواقب وخيمة ليس على الطلاب أنفسهم بل على بقية أفراد المجتمع
وعلى الوطن .
وإذا رجعنا إلى الوراء نجد أن المناطق الخارجية أو مدارس منطقتي الأحمدي
والجهراء التعليميتين كانت تعاني أكثر من المناطق الداخلية ، وخاصة مع نهاية
الأسبوع أو اليوم الأخير من الأسبوع ، وتمثلت الظاهرة أيضا قبل وبعد العطل
الرسمية ، ثم أن ظاهرة الغياب تتعدى
نتائجها الوخيمة أسوار المدرسة ، لكننا رأينا كتربويين أن تفشي هذه الظاهرة ليس
وراءها الطلاب أو هم السبب الرئيس في ولادتها ، لكن الوالدين وبقية أفراد المجتمع
يتحملون القسط الأكبر من المسئولية ، ولعل الدراسات الحديثة في منطقتنا الخليجية
قد أشارت إلى هذه الأسباب ، لكن التوعية التي يبثها المعلمون والوالدون تذهب أدراج
الرياح بسبب تساهل الإدارات المدرسية خاصة في المرحلة الثانوية في ضبط ظاهرة
الغياب والحد منها .
إن الغياب كظاهرة يتساهل بها بعض التربويين في المدارس بسبب عدم تحمل
مسئولية تربية الأبناء مع غياب خدمة هذا الوطن ، بل لا يشعر بعض أفراد المجتمع
بهذه المسئولية أيضا وبالتالي يساهم في تغيب أبنائهم بحجج واهية أضعف من بيت
العنكبوت ، وأهمها التغيب عن مقر العمل لتفقد أحوال الأبناء في البيت .
في الغالب يعد شهر فبراير شهر يتوقف فيه العمل والدراسة في بلادنا ،
بسبب إجازة نصف السنة في الأسبوعين
الأوليين من هذا الشهر ، والتسيب والتسرب عن المدرسة بعد هذه الإجازة وإلى نهاية
الشهر ، كل ذلك بسبب أن المواطنين مشغولون باحتفالات العيد الوطني كما يدعي بعض
الغيورين ، وكأن بالغياب عن المدارس والوزارات يعبر عن الفرحة بالعيد الوطني
ويتناسى هذا وذاك تعطيل خدمات الدولة وتوقف عجلة التنمية في البلاد ، والتشجيع على
ظاهرة الغياب .
ينبغي أن نحترم أيام الدراسة واحترام جدول توزيع موضوعات المنهج ، بل ومجرد
البقاء دقائق معدودة في المدرسة أو في
الوزارة هو من خدمة الوطن ، ومن ثم نقضي على ضعف دافعية التعلم لدى أبنائنا وكرههم
للدراسة ، ونرغب موظفينا على احترام ساعات العمل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق