الاثنين، 2 ديسمبر 2013

إصلاح التعليم في اليابان




إصلاح التعليم في اليابان
الباحث التربوي / عباس سبتي

     هنا نأتي لمرحلة الاستراتيجيات السبع والتي تم وضعها تحت مبدأ "أن تنشيط المدارس والأسر والمجتمعات المحلية سوف يؤدي إلى تحسين المدارس وبالتالي سيتغير التعليم". لا ننسى هنا أن الوزارة سعت لتحقيق التكامل بين جميع مراحل التعليم من الروضة إلى التعليم العالي، فما وضع من خطط واستراتيجيات كان من أجل إصلاح التعليم في اليابان بجميع مراحله وأنواعه.

الاستراتيجية الأولى:
     تحسين الكفاءة الدراسية الأساسية للطلاب عن طريق حصص سهلة الفهم والاستيعاب ويتم ذلك من خلال التأكيد على أن يحتوي كل فصل عشرين طالبا خاصة في المواد الأساسية والمواد الإضافية العالية المستوى التي تمنح للطلبة المميزين. تجهيز الفصول بحيث تسهل استخدام تقنيات التعليم، وبذلك تهيأ البيئة التعليمية للجيل الجديد، ويتم تطبيق مسح وطني دوري شامل للإنجاز الأكاديمي.

الاستراتيجية الثانية:
     التشجيع على إيجاد جيل من  الشباب الياباني القادر على التواصل مع الآخرين بقلب دافئ يتعاطف مع الغير ويشارك في خدمة المجتمع والأنشطة المختلفة، ويتم ذلك عن طريق استحداث نظام يشجع على خدمة المجتمع مثل تقرير ساعات خدمة المجتمع قبل التخرج، كما يعمل على الارتقاء بالقيم والأخلاقيات بتوزيع كتيب"Kokoro" الذي يقدم الأخلاقيات والقيم من خلال تطبيقات تدريبية، ويتم العمل على اتخاذ الإجراءات لتنشيط التعلم في المنزل والمجتمع.

الاستراتيجية الثالثة:
     تحسين البيئة التعليمية بجعلها ممتعة وخالية مما يسبب القلق للطلبة، ويتم ذلك عن طريق إثراء الأنشطة الثقافية والرياضية وتشجيع أنشطة النوادي المدرسية، واتخاذ التدابير المناسبة التي تعالج وتتابع إشكالية السلوك بين التلاميذ والعمل على مراجعة نظام السلوك والتحفيز، وحماية الأطفال من المعلومات المضللة أو الضارة.

الاستراتيجية الرابعة:
     تحويل المدارس إلى مؤسسات تعليمية تستحق ثقة أولياء الأمور والمجتمع. ويتم ذلك بتنفيذ نظام الاعتماد الأكاديمي ويشمل ذلك المراجعة الذاتية من قبل المدارس، وإدخال نظام المشرف المقيم الذي يساعد المدرسة على الارتقاء بالتعليم، كما يتم تنشيط المجالس المدرسية بمشاركة أولياء الأمور لتبادل المعلومات والخبرات. وأخيرا تشجيع إنشاء أنواع مختلفة من المدارس لتلبية الاحتياجات المختلفة لكافة أنواع التلاميذ.

الاستراتيجية الخامسة:
     العمل على تهيئة معلمين على مستوى عال من المهنية من خلال إدخال نظام التعويضات والعلاوات والترقيات الخاصة بالمعلمين المتميزين، وإدخال نظام تفريغ المعلم للتحصل على خبرة في مجال سوق العمل في الشركات أو المصانع، وبالنسبة للمعلمين غير الأكفاء يتم اتخاذ الإجراءات الرادعة ضدهم بالتدرج إلى أن تصل للفصل.

الاستراتيجية السادسة:
     العمل على تأسيس جامعات بمستويات عالمية من خلال تشجيع التعليم العالي والبحث العلمي ليخرج قادة من الأجيال القادمة، والعمل على تغيير الأنظمة بحيث يقبل الطلبة المميزون تحت سن الثامنة عشر في التعليم الجامعي، وضم طلبة السنة الثالثة المميزين في برامج الدراسات العليا، وتأسيس أقسام مهنية متخصصة. وإحداث جو تنافسي بين الجامعات من خلال إيجاد الاستقلالية الإدارية للجامعات الحكومية، وتسهيل عملية تنقل الخبرات، والزيادة في الدعم المالي للمؤسسات المتميزة، وتنفيذ نظام علامات دقيق للطلبة الجامعيين والتركيز على كفاءة أعضاء هيئة التدريس.

الاستراتيجية السابعة:
     وضع فلسفة مناسبة للقرن الجديد، وتحسين خدمات التعليم من خلال مراجعة القانون الأساسي للتعليم وتعديله ليناسب القرن الجديد، ووضع خطة شاملة لتعزيز التدابير التربوية. وفي مقالي القادم بإذن الله سوف أعرض الدمج الذي أخرج الوزارة الجديدة (MEXT) وعلاقته بتفعيل خطة التكامل بين التعليم العام والتعليم العالي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق