نظرة المعلم إلى مديره

نظرة المعلم  إلى مديره

الباحث التربوي / عباس سبتي

     مراعاة شعور المرؤوس بحد ذاتها مؤشر لزيادة إنتاجية العمل ، بمعنى عندما ينظر مدير المدرسة إلى العاملين معه نظرة عاطفة وتبادل الاحترام فأن أهداف المدرسة تتحقق ، في دراسة أجرتها جامعة جنوبي كاليفورنيا ( USC  ) للتعرف على ما يتوقعه المعلمون من مدير المدرسة كانت بعض الإجابات : لديه روح الدعابة و المرح ، يحترم قراراته ، متفهم لأخطاء المعلم ويبررها لديه معرفة بطرق التدريس ، يفتح قنوات الاتصال ، يحترم قدرات المعلمين ، علاقاته مع المعلمين تمتاز بالموضوعية والعدالة .

     إذا توجد هناك حواجز بين إدارة المدرسة وبعض المعلمين ، فأن نظرة المعلم نحو مديره لا تكون نظرة إيجابية بسبب عدم توفر المناخ الاجتماعي ، أو يتبع المدير سلطة تسلطية مع المعلمين ، أو يوجد سوء العلاقة بين المعلم ومدير المدرسة أو فتور في هذه العلاقة ، قد يؤدي إلى تراكم المشكلات سواء المشكلات الإدارية أو المشكلات الطلابية ، ذلك أن مدير المدرسة يصدر قرارات لا يؤمن بها المعلمون لأنها خرجت دون أخذ آرائهم ، وانشغال المدير بالأعمال الإدارية الروتينية يعزله عن المعلمين وبقية الإداريين مع عدم إيمانه باللامركزية وعدم تفويض سلطته إلى الآخرين ، كذلك هذا النوع من المدراء لا يؤمن بالديمقراطية واحترام آراء الآخرين ، ولا يرتجى منه استطلاع آراء معلميه وغيرهم في المدرسة كي يعرف نظرة الآخرين إليه والعجيب أن إدارة المنطقة التعليمية لا تحاول أخذ آراء المعلمين والإداريين عند تقييم أداء مدير المدرسة .

     تغيير شخص مدير المدرسة وإحلال مدير آخر محله في المدرسة ، فقد يكون المدير السابق يؤمن بالديمقراطية والمرونة ، بينما المدير الجديد عكسه تماماً ، وقد لا يثق بالآخرين مما يعني  أن نظرة المعلمين إليه تكون نظرة احتقار وسوء الظن به وعدم تقبله مديراً لهم ، وقد يعرقل هذا المدير العمل المدرسي ويزرع الفتنة بين هذا وذاك خاصة وهو معتاد على سياسة فرق تسد ، أو أنه يتبع إدارة التخويف وهذا يعني أن المدير يتحول من مدير تربوي إلى مدير السجن إن صح التعبير وأدهى من ذلك تكون له عيون لمراقبة من يخالف أمره أو ينتقد سياسته .