صرخة في وجه الانترنت

صرخة في وجه الانترنت

الباحث التربوي / عباس سبتي

     لقد ظهرت العديد من الدراسات والمقالات عن فوائد وسلبيات الانترنت في مجالات الحياة حتى أنه لا يوجد من شرائح المجتمع من ينكر هذه الفوائد او السلبيات ، وكمتتبع وباحث أجد أنه لا بد من استغلال هذه الأداة أو  التقنية في مجال التربية لكن لا بأس بعرض مقالة نشرت في جريدة " القبس " في 22/7/2010 والتي تركز على بعض السلبيات لهذا الغول الجاثم على الصدور ، والمقالة كتبها أحد خبراء التكنولوجيا وقال فيها أن شبكة الانترنت تعيق أو توقف التفكير لدينا بل وتغير طبيعة عمل الذاكرة لدى أفراد المجتمع خاصة هؤلاء الذين يثمنون وسيلة التفكير في أعمالهم بل وشعر أن التركيز كوسيلة من وسائل التفكير التي لا بد منها أصبحت معدومة مما يؤثر ذلك على طبيعة عمل التفكير ، لكن في المقابل ظهر نقد لهذا الرأي المتشائم وهو أن الدماغ له مرونة بمعنى أنه يستطيع التأقلم مع الوضع الجديد لكن دون سلب طبيعة عمل التفكير .

     على أي حال ما دورنا كباحثين ومهتمين باستخدامات وتوظيف  الأجهزة الالكترونية في مجال التربية ومنها شبكة "  الانترنت " ؟ هل أن المقالة السابقة تركت أثراً على عملنا فيما إذا كان العمل الالكتروني قد قطع شوطاً عندنا ؟ وهذا مستبعد في الوقت الحاضر ، لكن مع النظر إلى التطبيقات أو الاستخدامات التي يقوم بها بعض طلبتنا إرضاء لمعلميهم أو للتوجيه الفني الذي يعد هذه التطبيقات في صالح العملية التعليمية ، كذا قد يعرف بعض اولياء الأمور ما يقوم به أبناؤهم في جمع المادة البحثية من شبكة الانترنت وأن ذلك يصب في خانة تعليمهم إلا أن المتتبع والباحث يرى أن ليس هناك خطة مدروسة للمعنيين في مجال التربية في الاستفادة الرشيدة من هذه التقنية ، والدليل على ذلك عدم معرفة الطلاب طرق البحث العلمي بعد جمع المعلومات في أوراق ويكتب جملة  " بحث قام بعمله الطالب ..." ، نرى عمل الطالب هو نقل المعلومات وجمعها وليس تعليمه كيفية كتابة خطوات البحث ، كذلك يمكن القول أننا نجعل الطلاب لا يستفيدون من استغلال أداة التفكير في التعلم  إلى جانب أن مناهجنا قد سلبت من الطلاب كيف يفكرون وكيف ينظمون أفكارهم وكيف يبدون آراءهم وكيف يناقشونها وكيف يناقشون غيرهم   ..؟ وكيف  ؟  وبالتالي لم نحقق الأهداف التي ننشدها في كيفية تنمية تفكير الطلاب والتعرف على أنماط التفكير واستغلالها في عمليتي التعليم والتعلم .

     على الرغم من الكم الهائل للدراسات والمقالات التي تناولت سلباً وإيجاباً لتطبيقات شبكة الانترنت فإننا ما زلنا في بداية الطريق ، وأننا لم نستفد منها في مجال التربية ومع وجود السلبيات في الأنظمة التعليمية ، على مستوى دول العالم فان القليل منها تحاول أن تتلافى هذه السلبيات بالاستفادة من تطبيقات الانترنت ، وعلينا كتربويين أن نضع خطة مدروسة في توظيف الانترنت لتحقق الأهداف التعليمية .