الانترنت الأمن
الباحث التربوي / عباس سبتي
وهو مشروع
تبناه الاتحاد الأوربي التعرف على التهديدات عبر الانترنت والمواقع الإباحية وخصص
الاتحاد مبالغ كبيرة لهذا المشروع الذي يطبق ما بين 2009-2013 .
وذلك بعد
تزايد المواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية وبعد تزايد جرائم الأحداث المتأثرين
بهذه الشبكة ويهدف المشروع التصفح الامن
للأطفال وتوعية الشعب وإقامة مراكز وطنية للإبلاغ عن أي محتوى غير شرعي وقانوني
على الانترنت .
هذا ولجأ
الاتحاد الأوربي إلى تبني هذا المشروع بعد ضغوط شعبية تعرض لها المسئولون في الدول
الأوربية لأن شبكة الانترنت أصبحت أداة فساد وانحراف يديرها مجرمون لإفساد الأطفال
و الشباب ، والعجيب أن يشكل هؤلاء المجرمون خطراً على الدول من خلال هذه الشبكة –
الآلة- بينما تقف هذه الدول مكتوفة اليدين وتبكي على انحراف جيل الصغار والشباب ،
عجيب هذا العالم أو العولمة من خلال صنع الإنسان آلات دمار بيده ليقتل اخاه ثم
يلقي اللوم على القتلة .
على أي حال
لعل هذا المشروع بادرة خير وإصلاح لكنه لا يكفي إلا بتضافر جهود دول العالم ومنها
الدول العربية والإسلامية في السيطرة على الشبكة العنكبوتية وتحويلها من وسيلة
تربية وتعليم وتعلم بدلاً من وسيلة إنحراف وغسل الأدمغة ، خاصة إدخال برامج
تعليمية وتوعوية في الانترنت والتي تخدم المناهج المدرسية وأهداف المدارس ، ولقد
آن الأوان لمحاربة إحدى آلات الفساد – الانترنت- ببذل المجهود والأموال الطائلة
والتعاون ، هذا وقد أغلقت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية
المواقع الإباحية على شبكة الآنترنت ، ونأمل أن تتبنى دول مجلس التعاون مثل هذا
المشروع بعد الاستفادة من تجربة الاتحاد الأوربي ، والأمل كبير في تضافر الجهود
العالمية والإقليمية والمحلية من أجل المحافظة على الثوابت الدينية والوطنية
والإنسانية ، وتكريس الهوية الإنسانية على اعتبار أن الإنسان إنسان خلقه تعالى
لهدف نبيل وليس حيواناً كما تريد المواقع المشبوهة ان تشوه هذه الهوية وتجعل هم
الإنسان إشباع الغرائز البهيمية ، وهذا يتطلب أيضا تقوية دور المؤسسات التربوية
والتعليمية : الأسرة والمدرسة والمسجد والمجتمع بعد تراجع دورها في عصر الانترنت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق