الأحد، 1 ديسمبر 2013
دراسة عن عنف الأطفال
دراسة عن عنف الأطفال
الباحث التربوي / عباس سبتي
ظهرت دراسات عديدة بشان أسباب ظهور العنف
والعدوانية عند أطفال المدارس خاصة طلبة المرحلة الابتدائية ، وقد أشارت هذه الدراسات إلى أن سوء التربية
أو المعاملة القاسية أو الدلال الزائد أو البيئة المحيطة بالطفل من العوامل الرئيس
إلى بروز صفة العدوانية لدى هؤلاء الطلاب الصغار ، وفي مقال لي في أحد أعداد
" المعلم " السابقة ، ذكرت أن من أسباب السلوك العدواني عند هؤلاء
التلاميذ البرامج الكرتونية حتى أن البلاغات التي وصلت إلى مراكز الشرطة في "
لندن " قد زاد عددها ولكن في إحدى
الدراسات التي أجريت في بريطانيا على 1037 طفلاً ذكراً منذ ولادتهم وإلى أن بلغوا
26 سنة ، قام الباحثون خلال الدراسة
بمتابعة سلوكيات الاطفال بين أصدقائهم وأفراد عائلاتهم الى جانب التحقيق من سجلات
الشرطة بصفة مستمرة كما ركزوا على التربية الوراثية الجينية وعلاقتها بالبيئة
المحيطة بها والظروف التي يتعرضون لها . وخلال الدراسات كان الاكتشاف المذهل الذي
غير مسارها ، إن غالبية الأطفال الذكور الذين لديهم جين معين موروث ، وإن هذا
الجين يتحكم في إفراز إحدى الأنزيمات ، هذا الأنزيم يؤدي الى تعطيل أجهزة الإرسال
العصبية أو المواد الكيمياوية التي تنقل الرسائل ، وكذلك اكتشفوا ان إفراز هذا
الإنزيم يرتبط بالحالة النفسية والتعرض للعنف لذلك كانت العقاقير المضادة للاكتئاب
يمكنها وقف إفراز هذا الإنزيم .
اكتشف فريق البحث ان هذا الجين المسئول عن
السلوك الإجرامي لدى الأطفال موجودة في أطفال آخرين من أصحاب السلوك المنضبطة
الذين يتمتعون بقدر كبير من الهدوء والإلتزام ولكن هذه السلبية لم تدم طويلاً إذ
أكتشف العلماء إن هذا الجين ينشط فقط عندما يتعرض صاحبه للحرمان أو سوء المعاملة
خلال مدة الطفولة إذ أسفرت الدراسات عن إن 75% من أصحاب هذا الجين الوراثي الذين
عانوا من سوء المعاملة في طفولتهم هم الذين أصبح سلوكهم فيما بعد إجرامياً
ومخالفاً للأصول الإجتماعية . أما الذين عاشوا في منازل هادئة واحتوتهم أسرهم فقد
كانوا أكثر ميلاً الى الهدوء والانضباط والغريب من الجين الوراثي لديهم تحول الى (
جين) مفيد حماهم من التوتر في المواقف المختلفة ويقول العلماء الذين أنشغلوا في
هذه الدراسات البحثية إن نتائج ابحاثهم تؤكد ان أفضل طريقة لحماية المجتمع من
أعمال العنف وخفض الجريمة هي مراعاة عدم استخدام العنف في معاملة الأطفال ويعتقد
بعضهم ان هذه الدراسة ربما تساعد في تطوير صناعة عقاقير دوائية لمحاربة الجريمة
بالتعامل مع الجينات الوراثية المسؤولة إلا أن البعض أبدى قلقه من تصنيف الأطفال
على أنهم مثيرو متاعب قبل أن يرتكبوا أية جريمة يحاسبون عليها وذلك اعتماداً على
تحليل الجينات الوراثية . وأعلنوا ذلك عن قلقهم من السعي إلى استخدام عقاقير
لمحاربة الجريمة بدلاً من معالجة المشكلات الاجتماعية المتأصلة للقضاء على أصل صفة
العدوان لدى الأطفال .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق