تجربة
لبنان وإصلاح التعليم في الكويت (2)
الباحث التربوي / عباس سبتي
أود أن أذكر بعض النقاط المثارة وأعقب عليها في تقرير الاستاذ اللبناني
بخصوص أزمة وإصلاح التعليم في الكويت في الحلقة الثانية لمقالي :
منها عدم رضى الناس عن أداء المدرسة والتحاق كثير من الأسر أبنائها
بالمدارس الخاصة العربية منها والأجنبية ،
ما أسباب ضعف اداء المدرسة ؟ فأن الاستاذ يذكر بعضها إلى أن قال أن المدرسة
أصبحت بيئة طاردة .
أقول :
صحيح أن هناك دراسات تشير إلى أسباب تردي أحوال
التعليم في الكويت إلا أن توصياتها لا تطبق على أرض الواقع وهذا ما جعل القياديين
في التربية والباحثين سواء الأكاديميين أو الباحثين الموجودين بالوزارة في سوء
علاقة نتيجة عدم المبالاة الطرف الأول بهذه التوصيات ، كذلك أسباب التحاق الأسر
بأبنائها بالمدارس الخاصة لم يذكرها الاستاذ الكاتب ولو أنها أسباب معروفة لدى
المتتبع للشأن التعليمي بالكويت بل حتى أرباب الأسر يعرفون بعض الأسباب ، فأين
المسئولون بالوزارة من ظاهرة التحاق الأبناء بالمدارس الخاصة أليس هذا يعني عدم
ثقة الأسر بأداء المدرسة الحكومية ؟ إذا أصبح هذا الالتحاق " ظاهرة "
فلماذا نسكت عنها أو نذكر بعض الأسباب ونكتفي بذلك كأننا قضينا على هذه الظاهرة ؟
وعرف الكاتب أزمة التعليم : الازمة
التربوية هي حالة خلل كبير ناجم عن مأزق عدم قدرة هذا النظام على معالجة الخلل
الذي يشكو منه في جانب أو أكثر من جوانب التعليم ، وتشير الازمة الى مشكلة عميقة
تحتاج الى حلول صعبة في اغلب الاحيان .
أقول :
هل نكتفي بالحلول
السطحية والترقيعية أم نحاول أن نعتمد على أنفسنا في حل هذه الأزمة ؟ ولعل من
نافلة القول أننا نعتمد على خارج حلبة التعليم الكويتي من التربويين ليعطونا حلولاً نعجب بها دون أن
نعمل جاهدين حل أزمة التعليم أو نعجز عن الحل
، وهل هذا الإعجاب من أسباب الصراع بين القياديين بالوزارة ومن في خارج
الوزارة الذين يفكرون بحل أزمة التعليم
بنية صادقة ؟
وأخيراً ذكر
الاستاذ الكاتب نقد للكتب المدرسية في
الكويت وقارن بين هذه الكتب والكتب المدرسية في لبنان من حيث الكم والنوع ، ذكر
عدم تناسب زمن فترة الحصة الدراسية وغلبة المواد الأدبية على المواد العلمية الأخرى .
أقول :
إن أكثر حلقات "
أزمة التعليم بالكويت " التي نشرت تركزت على النقد الموجه إلى الكتب المدرسية
وهذا شيء واضح من حيث الكم في المعلومات فيها ونحن نريد الاعتماد على الكتاب الاكتروني ( مشروع فلاش مموري
) ونجعل الطالب يعتمد على نفسه في الحصول
على المعلومات ، ولعل من عزوف أبنائنا عن الدراسة سلبية موقفهم وتلقي العلم سماعاً
من المعلمين فقط دون جهد يذكر لهم ، وهذا يجهض مشروع " فلاش ميموري " ،
وكذلك قلنا مراراً وتكراراً أن كل مادة دراسية يجب يكون لها فترة زمنية خاصة بها ،
لأن من أسباب مشكلة " الضعف التراكمي " لدى كثير من أبنائنا أن الطالب
لا يتقن المهارة جيداً لأن زمن حصة المادة قد انتهى أليس كذلك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق