المسارات الوظيفية
الباحث التربوي /
عباس سبتي
التعليم عند بداية ظهوره في العصور الماضية كان أهلياً
بمعنى أفراد المجتمع الذين يهتمون بالتعليم يتكفلون بإدارة شئون التعليم مثل وجهاء
القوم والتجار وكبار الصناع ـ لكن لما كانت الدولة تريد تعزيز مكانتها وإخضاع
أفرادها ورعاياها لسيطرة الدولة وخلق مواطنين صالحين وعاملين في تنمية بلادهم فقد
أشرفت الدولة على شئون التعليم ، وذلك حتى منتصف القرن الماضي ، لكن تغيرت الأحوال
نتيجة لتعقيدات الحياة العملية والمهنية لذا كان
لا بد من إشراك مؤسسات القطاع الخاص بدعم التعليم مالياً ووظيفياً .
لقد قرأت في
إحدى الجرائد اليومية قبل أشهر عن اللقاءات التي تتم بين مؤسسات القطاع الخاص
وبالذات المؤسسات المالية ، وبعض المسئولين بوزارة التربية للتعرف على الأنشطة
والوظائف التي تعرضها لرجال الغد من طلاب المدارس
وهذا الشيء جميل بحد ذاته لكن لا يكفي إذا اعتمد ذلك على شكل الندوات
واللقاءات دون أن يطال التغيير في المناهج المدرسية لتلائم احتياجات السوق .
ثم إذا كان
الدعم يتنوع حسب ما تعرضه هذه المؤسسات الخاصة لخدمة التعليم الذي يصب في التنمية
الشاملة ، فاننا نشيد بدور هذه المؤسسات في تدريب أبنائنا الطلبة على الوظائف
المستقبلية التي سيشغلونها ، وليكونوا على دراية وعلم بها إلى جانب رعاية البرامج الخاصة منها برامج
رعاية الفئات المعاقة وبرامج رعاية الموهوبين ودعمها لهم لمواصلة تعليمهم العالي
على نفقة هذه المؤسسات .
في هذه العاجلة أود أن أطرح مقترحاً لكيفية دعم
مؤسسات القطاع العام والخاص للتعليم عندنا
وذلك بالاتي :
- تخصيص الفصل الدراسي الثاني لطلبة الصف الثاني عشر
لمزاولة الطلبة المهام والوظائف التي تعرضها مؤسسات الفطاع العام والخاص ، والتعرف
على هذه الوظائف حتى يقرر الطلبة بعد انتهاء من الثانوية العامة المسار الوظيفي
الذي يرغب فيه مستقبلاً .
- أن يقضي الطلبة جل وقتهم في هذه المؤسسات وليثبتوا
حضورهم للمشرفين التربويين من قبل وزارة التربية المتواجدين معهم .
ويشتمل تقويم الطلبة في هذا الفصل الدراسي :
-
كتابة تقرير أو
بحث عن طبيعة الأعمال والوظائف في المؤسسات الحكومية والخاصة .
-
مناقشة هذا
التقرير والبحث أمام لجنة خاصة لرصد درجة التقرير والبحث .
-
درجة الحضور
ومدى التعاون مع المشرفين والزملاء .
-
درجة الاختبار
الشفوي والتحريري ما لاحظه واتقنه وتدرب عليه الطالب في هذه المؤسسات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق