السبت، 30 نوفمبر 2013

الخبرة أم الشهادة




الخبرة أم الشهادة
الباحث التربوي / عباس سبتي

     عند دخول المليفي بوابة الوزارة بدأ بتصريحات تصب في صالح أهل الميدان التربوي كي يكون لنفسه الشعبية والتقرب إلى أهل الميدان، ومن هذه التصريحات النية بقبول شهادات من " الفليبين "، لكن هل سمع الوزير عن بعض الدارسين الذين حصلوا على الشهادة بجد واقتدار ؟ أم أنهم ذهبوا إلى الفيلبين ودخلوا الجامعة لإثبات حضور فقط دون المواظبة على حضور الحلقات النقاشية والسيمينار والمختبرات وحلقات الدرس والمحاضرات و... .

     لكن لا نقول أن كل من درس في جامعات " الفليبين " وحصل على الشهادة الجامعبة وما في مستواها أو ما بعدها ، نعد هذه الشهادة مزورة أو أنه دفع من الجيب ما يكفي لسعر "الشهادة " .

     هذا الأمر فتح لي طرح بعض الأسئلة منها ، لماذا التعليم عندنا غير جدي ولم يخلق إنساناً  هدفه خدمة بلده ويتسلح بالأخلاق والفضائل ومنها الأمانة بحيث أنه لا يغش في الامتحان ولو كان دون رقيب طالما يؤمن برقيب رب العباد عليه ؟

     ومنها أن بعض منا عنده عقدة " الخواجه " وقد تحدثنا قبل عدة أشهر أن المسئولين استعانوا بيوت الخبرة أو بالجهات الخارجية لإحداث تغييرات في المنظومة التعليمية عندنا ، وأذكر أننا صرفنا الكثير في مؤتمر تطوير التعليم عام 2008 لكن تفاجأنا أن الوزارة استعانت بتقرير " بلير " لتطوير التعليم فأين ذهبت جهود أبنائنا الأكاديميين والباحثين وقد قدموا الكثير من أجل إصلاح التعليم .

     ومن عقدة " الخواجه " يميل بعض منا إلى تفضيل حملة شهادة من جامعة أجنبية في التعليم أو التدريب ولا يهتم بصاحب الخبرة عندنا، على الرغم من أن الأجانب يفضلون صاحب الخبرة لو أنه لم يحصل على " شهادة معتمدة " لماذا ؟ الجواب أنهم أناس عمليون لا يتأثرون بالمظاهر والزخرفة مثلنا ، وليت بعض منا يذهب إلى الخارج ويأتي بالجديد ليكون هدفه الإصلاح والتطوير ، وليس كي يقال له " الدكتور الفلاني "  على الرغم من أنا نعرف الكثير من أبنائنا في مجال التعليم والتدريب من له الكفاءة ويعمل بإخلاص دون أن يظهر في أجهزة الأعلام ، بل ولدى بعضهم شهادات عليا في مجال التعليم ، وهذا ينطبق على أصحاب الأقلام المخلصة التي تكتب في " المعلم " ولها أفكار جديدة ورؤى مستقبلية لتطوير حركة التعليم ، لماذا ؟ لأنهم من أهل الميدان ومروا بتجارب وخبرات حتى عرفوا أين الداء وما الدواء ، فياليت من يسمع كلامهم ويطبق بعض أفكارهم ، كي نطور التعليم عندنا .

     وأخيراً نوجه هذا السؤال إلى أهل الميدان : أيهما تفضل صاحب خبرة وتجربة أم صاحب شهادة لا تعلم كيف حصل عليها ؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق