السبت، 30 نوفمبر 2013

تحية للوزير




تحية للوزير
الباحث التربوي / عباس سبتي

     قرأت نتيجة  استطلاع رأي الذي أجرته " المعلم " عن تسلم المليفي حقيبة التربية وأبداء المعلمين والمعلمات تفاؤلهم لهذا التعيين .

     ولعل هناك أسباباً وراء هذا التفاؤل ، وهي :  تفاعل الوزير بقضايا التربية عندما كان نائباً في مجلس الأمة ، وسرعة الوزير في سباق الزمن بطرح طموحات لم تتحقق إلى الآن مثل " استقلالية " المناطق التعليمية وهذا الطرح كان في صالحه وهو يجلس للتو على كرسي الوزارة ، ولعل بعض تفاءل بهذه الاستقلالية وكأن هناك ثورة إثبات الوجود للمناطق التعليمية التي تريد الحرية والاستقلال ونحن في عصر ربيع الثورات العربية إن صح التعبير ، أو أن الواقع المؤلم للتربية الذي شعر به الوزير الجديد جعله يطرح هذه الاستقلالية ارتجالا .

     وأيضا هذا التفاؤل كان مقروناً بتطوير المناهج والتأكيد على حقوق المعلم والكادر وتفعيل دور وأهمية حصص الاحتياط ، وتعاونه مع جمعية المعلمين وإلغاء الامتحانات النظرية في التربية البدنية والحاسوب وأهمية دور أهل الميدان في رسم السياسات التعليمية .

     وقد توجد أسباب أخرى لهذا التفاؤل لكن علينا أن نعطي الفرصة الكافية قبل ذكر الأسباب الأخرى التي تعزز التفاؤل في نفوس شريحة من المعلمين لاختيار وزير التربية ، لكن من يحدد هذه الفرصة أهل الميدان أم أعضاء مجلس الأمة أم مجلس الوزراء أم مجلس الوكلاء أم عامة الناس ؟

     بشكل عام المعلمون والعاملون في المدارس لهم الحق في إظهار هذا التفاؤل ولو أن بعضهم لا يعرف من قريب أو بعيد شخص الوزير أو حتى أنه كان يوماً في مجلس الأمة ، وهذا ليس مهماً لكن الأهم أن ألا يسلب هذا التفاؤل من قلوب أهل الميدان ، مثلما تفاءلوا ببعض الوزراء السابقين الذين ترعرعوا في أحضان التربية وتفاجئوا بحقيقة هؤلاء كما تصور بعض أي أنهم انقلبوا ضد أهل الميدان ، ولعل الوزير ومن خلال تصريحاته قد رسم التفاؤل في القلوب ، لكن قد يحلو لبعض أنه متشائم ولو أنه مخطيء في نظر بعض حيث أن أهل الميدان متفائلون فلماذا هذا التشاؤم ؟

     وأخير أنني لم أعبر عن رأيي لأنه ليس مهما بقدر ما يهمني القرارات التي نتوقعها من الوزير الجديد وهو يصم أذنيه لمن يقف ضدها أو لا يريد القرارات تخرج إلى حيز التنفيذ سواء أن ذلك ليس من صالحه كوزير طالما لا ينظر إلى الأمور الخاصة بالوزارة منها الميزانية وتراكم التبعات والمسئوليات التي تحتاج إلى شجاعة عنتر في مواجهتها وإبداء الرأي فيها ،  ومنها سلبيات أو تبعات بعض القرارات التي تضر مكانة الوزير ، بمعنى أن يفكر الوزير أولاً وأخيراً في نفسه قبل غيره وعلى أن يعد الوزير تصريحاته التي صدرت منه وتحركاته المفاجئة مثل غيره من الوزراء السابقين للاستهلاك المحلي والإعلامي و... .

     تحية للوزير إذا عمل لصالح أهل الميدان ونشهد في عهده التغييرات لصالح البلاد والعباد والأبناء ، أيها المعلم هل ما زلت متفائلاً ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق