مشكلات
النوم لدى المراهقين
بقلم الباحث
/ عباس سبتي
كثير من المراهقين لا يحصلون على النوم
الكافي بسبب انشغالهم بكتابة النصوص أو
المحادثة مع الأصدقاء حتى الساعات الأولى من الفجر باستخدام الهواتف المحمولة ،
بعض المراهقين يحاول أن ينام مبكراً لكن
بدلاً من الحصول على الراحة والاسترخاء الكافي فأنهم يتقلبون بالفراش لساعات قريبة
من الفجر ، ومع مرور الوقت يعاني المراهقون من قلة النوم في الليل ( سواء اكان ذلك
بسبب اضطراب النوم أو عدم تنظيم وقت النوم ) أو يعانون من العجز في النوم ، وهذا العجز يؤدي إلى عدم تركيزهم بالدراسة أو
كتابة الواجبات المنزلية ويعانون من المشكلات النفسية مثل الاكتئاب .
ماذا
يحدث للمراهقين أثناء النوم ؟
عند النوم الدماغ يمر
بخمس مراحل
، المراحل 1 و 2
و 3 و4 تسمى دورة النوم وتكون حركة العين سريعة
(REM) وتستغرق
دورة النوم ما بين 90 إلى 100 دقيقة ، أثناء معدل النوم بالليل فأن النائم يمر
بأربع أو خمس دورات نوم .
المرحلتان الأولى والثانية من فترات النوم
يمكن النائم أن يستيقظ بسهولة : تكون حركات العين بطيئة وتتوقف كذلك معدلات ضربات
القلب والتنفس وتنخفض درجة حرارة الجسم .
المرحلتان الثالثة الرابعة تسمى فترة النوم
العميق ، ومن الصعب ايقاظ النائم وإذا استيقظ فأنه يشعر بالدوار والارتباك لبضع
دقائق .وفي هاتين المرحلتين يكون النوم
منعشا وكافياُ وهذا النوع من النوم يحصل لنا
عندما نكون منهمكين ومتبعين ، وفي هذه الأثناء تنشط هرمونات الجسم في حركة نمو خلال الجسم .
وفي
المرحلة الأخيرة من مراحل النوم وتسمى دورة النوم ( REM ) بسبب سرعة حركة العين ، وفي هذه المرحلة تحدث تغيرات جسمية مثل
التنفس السريع وتكون نبضات القلب أسرع وعضلات أطراف الجسم لا تتحرك ، وفي هذه
المرحلة يحلم النائم .
ماذا
الذي يمنع وقت النوم المبكر ؟
تشير الدراسات إلى أن المراهقين يحتاجون ما
بين 8،5 إلى 9،5 ساعة في الليلة ، لذا المراهق الذي يريد الاستيقاظ الساعة (6)
صباحاً للذهاب إلى المدرسة فأنه ينبغي
أن يذهب إلى النوم في الساعة
التاسعة مساء ، وأشارت الدراسات إلى أن
العديد من المراهقين لديهم الصعوبة بالنوم المبكر
، ليس لأنهم لا يريدون أن يناموا
وإنما بسبب أن أدمغتهم تعمل بشكل طبيعي لإنجاز المهام و ليست مهيئة للنوم .
أثناء مرحلة المراهقة فأن إيقاع
الساعة البيولوجية بالجسم ( داخل الجسم ) يخبر المراهق أن يذهب للنوم متأخراً والاستيقاظ متأخراً في
الصباح ، وهذا التغيير في إيقاع الساعة البيولوجية يرجع إلى الحقيقة وهي أن الدماغ
ينتج هرمون الميلاتونين " melatonin " في آخر الليل لدى المراهق
عكس الأطفال والكبار ، لهذا السبب
المراهقون يجدون الصعوبة في النوم .
أحياناً يؤدي التأخير في دورة النوم
والاستيقاظ مما يؤثر في أنشطة المراهق
اليومية ، وفي هذه الحالات يطلق عليها متلازمة تأخر مرحلة النوم ، وتسمى باسم
متلازمة " بومة الليل " ، وإذا حرم المراهق من النوم فأنه ينشغل
بأجهزة التكنولوجيا بتصفح الرسائل النصية إلى وقت متأخر من الليل ، والتعرض إلى الضوء يؤدي إلى تعطيل وظيفة إيقاع الساعة
البيولوجية مما يزيد في صعوبة النوم لدى المراهق .
تغير في الساعة البيولوجية بالجسم ليس السبب
الوحيد لفقدان المراهق النوم ، اطلع على بعض الأسباب الأخرى من حرمان النوم .
الأرق "
Insomnia " :
كثير منا من يعاني من الأرق ( أي
صعوبة النوم والبقاء متيقظاً ) أهم أسباب الأرق هو الإجهاد ، لكن توجد أمور أخرى
تؤدي إلى الأرق أيضا مثل عدم الراحة
الجسدية ( أنسداد فتحة الأنف نتيجة البرد أو الصداع بالرأس ) كذلك المشكلات
النفسية ( بسبب المشكلات الأسرية وتوتر
العلاقات الاجتماعية ) كذلك غرفة النوم غير المريحة ( الجو الحار ، البارد ، الضوء
الساطع أو الضجيج ) .
من الشائع بالنسبة للمراهقين أن ينتابهم
الأرق من وقت إلى آخر ، لكن إذا استمر الأرق لمدة شهر فأكثر يطلق الأطباء عليه
بالأرق المزمن
" Chronic " ، وتوجد أسباب
عديدة وراء هذا الأرق منها المشكلات الطبية والمشكلات النفسية والعقلية و الآثار
الجانبية لبعض الأدوية او تعاطي المخدرات ، والمراهقون الذين يصابون بالأرق المزمن
يجب ان يتم علاجهم على يد الطبيب او المعالج .
بالنسبة
لبعض المراهقين فأن الخوف من الأرق قد يؤدي إلى مضاعات كبيرة ، لأن فترة الأرق
القصيرة قد تطول إذا كان المراهق قلقاً بسبب قلة النوم أو الخوف من التعب في اليوم
التالي ، ويسمى الأطباء هذا الأرق باسم الأرق النفسي الفيزيولوجي
" psychophysiologic
insomnia "
المراهقون
الذين يصابون بحركة الأطراف الدورية
" PLMD " أو متلازمة تململ
الساقين " RLS" يظنون أن عدم النوم
بسبب ألم الساق أو الذراع ، مما يؤثر ذلك عليهم نفسيا فيصبحون سريع الانفعال
والإجهاد من قلة النوم .
في
حالة " PLMD " أو حركة
الأطراف فأن هذه الحركات هي تشنجية لا
إرادية وغير طوعية لأن الشخص ليس له السيطرة عليها وقد يجهل هذه الحركات .
وفي
حالة " RLS " أو تململ يشعر
المراهق بالأحاسيس المادية مثل وخز وحكة وتشنج وحرق ، والطريقة الوحيدة لتخفيف هذه
الأحاسيس هي عن طريق تحريك الأرجل أو الأذرع للتخلص من الألم .
يقوم
الأطباء بعلاج حالتي حركة الأطراف وتململ الساقين ، وبالنسبة لبعض المراهقين الذين
يعانون من نقص الحديد يتم علاج نقص الحديد للتخلص من أرق النوم ، وبعض آخر يحتاج
إلى الأدوية للتخلص من مشكلة قلة النوم .
ضيق التنفس أثناء النوم :
من
أسباب ضيق التنفس هنا هي تضخم اللوزتين أو اللحمية وهي الأنسجة التي تقع في الممر الذي يربط بين
الأنف والحلق ، كذلك من الأسباب الوزن الزائد
للجسم .
مع
ضيق التنفس يحدث الشخير وإفراز الجسم العرق أثناء النوم ويؤدي ذلك
إلى حرمان المراهق من النوم الكافي وبالتالي يغلب عليه النعاس أو يعكر مزاجه ويبدو عليه التوتر أثناء النهار
.يجب عرض المراهق على الطبيب المختص في حال ضيق التنفس وحدوث الشخير وتصبب عرق
الجسم .
مرض
الجزر المعدي المريئي
Gastroesophageal reflux disease (GERD)
من أسباب فقدان أو قلة النوم ، إذ تنتقل أحماض
المعدة إلى المريء مما يسبب عدم الراحة للنائم وحرقان في المريء والمعدة .
الكوابيس : Nightmares
:
يعاني
بعض المراهقين بالكوابيس ، وتكرار الكابوس قد يجعل المراهق لا ينعم بالنوم الكافي
، ومن أسباب الكابوس الجانب العاطفي مثل الإجهاد أو القلق وتعاطي المسكرات وبعض
العقاقير التي يتناولها المريض كذلك قلة النوم تؤدي إلى حالة الكابوس ، وإذا
استمرت حالة الكوابيس يجب عرض المريض ( المراهق على الطبيب المختص .
الخدار : Narcolepsy
:
يغلب
على بعض المراهقين النوم القهري أثناء النهار وفقدان السيطرة على العضلات أو رؤية
أحلام وغيرها .وقد يكون الخدار خطراً خاصة وهو يمارس أنشطة مثل ركوب
الدراجة أو ممارسة الرياضة بالمدرسة
وخارجها ، وأكثر اعراض الخدار غير معروفة و لو
أن الأطباء يقولون أن الذين يصابون
بها أعمرهم تكون بين 10 و25 سنة ، ولا يمكن الكشف عن هذه الأعراض إلا بعد 10 -15
سنة ، وقد يوصي الأطباء طرق العلاج منها الأدوية او تغيير نمط حياة الإنسان .
السير أثناء النوم : Sleepwalking
:
معظم
الأطفال يسيرون اثناء النوم ونادراً ما يصاب المراهق بهذه الحالة ، ومن أسباب ذلك
وجود مرض ما للطفل ولا يشترط النوم الكافي أو وجود الشعور بالإجهاد وراء هذه
الحالة ، ولو أن هذه الحالة غير خطرة إلا أنها تحدث أثناء المرحلة الثالثة او
الرابعة من دورة النوم ، طبعاً هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى المساعدة لكي يعودوا إلى
الفراش وذلك بالرفق بالنائم .
كيفية المساعدة :
إذا حصل الابن قسطاً من النوم الكافي في
الليل لكنه ما زال يشعر بالتعب والإرهاق
أثناء النهار ، أنها فكرة جيدة بزيارة الطبيب المعالج لأن التعب المفرط قد يكون
وراؤه أمراض أخرى وليس بسبب الصعوبة مع النوم .
في
حال الاشتباه بمشكلة النوم فأن الطبيب سوف يقيم عادات النوم والصحة للمراهق وبالإضافة
إلى الفحص البدني الشامل ، وسوف يسأل الطبيب عن أي أعراض المرض
أخرى للمراهق وعن الحالة الصحية له ولأفراد أسرته ، وقد يقوم الطبيب بإجراء
فحوصات أخرى لمعرفة فيما إذا كان توقف التنفس أثناء النوم قد يؤدي إلى المشكلة في
النوم .
علاج مشكلات النوم قد يختلف من حالة لأخرى ،
بعض المرضى يعالج بأخذ الأدوية ، وبعض آخر يحتاج إلى تقنيات خاصة مثل العلاج
بالضوء حيث يجلس المريض أمام صندوق الضوء بعض الوقت كل يوم ، وهناك علاجات أخرى
تساعد على إعادة ضبط الساعة البيولوجية لجسم المريض .
الأطباء ينصحون المراهقين الذين يعانون من
المشكلات في النوم بتغيير نمط حياتهم ، مثل إغلاق الهاتف المحمول أو اللابتوب قبل
النوم وعدم تناول أطعمة غنية بالكافيين
" caffeine " ،
وتجنب ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة في الليل والتعويد على عادات النوم الصحية .
المصدر :
Sleep Problems In Teens
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق