معاناة المعلمين الجدد

معاناة المعلمين الجدد

الباحث التربوي / عباس سبتي

     يخضع المعلمون والمعلمات الجدد لدورة تمهيدية من اجل التعرف على واقع العمل وقوانينه ومشكلاته ، ولعل من أسباب عقد هذه الدورة ضعف أداء المعلم المستجد وفي الحقيقة هذه الدورة التي لا تتجاوز أياماً معدودة لا تكفي للتغلب على هذا  الضعف ، إلى جانب عدم مراعاة نفسية هؤلاء المعلمين ، وضغوط العمل عليهم .

     وقد اطلعت على محاور هذه الدورة وهي محاور بعضها معروف لدى المعلم الجديد  وهي امور روتينية وإدارية  لا تدخل ضمن اداء المعلم لكن تحصيل حاصل ليس إلا .

     أهم محور الذي أود أن اطرحه ولا يوجد ضمن محاور هذه الدورة وهو محور رفع المعاناة النفسية وضغوط العمل عن كاهل هذا المعلم المسكين ، ولعل من أسباب عدم طرح هذا المحور الجوهري هو غيابه عن بال المسئولين في وزارة التربية وعدم اهميته ،   ومن أسباب أيضا عدم وجود مختصين في مجال رفع المعاناة النفسية لذا لا تجد من المحاضرين من هو متخصص بهذا المجال ، ولا نقصد الاختصاصي النفسي او الاجتماعي في المدارس  لأنه فاقد الشيء لا يعطيه ، مع احترامي لدور لهذا الاختصاصي إلا أن دوره محدود لا يتعدى حل مشكلات صغيرة بين الطلاب انفسهم  مثلاً .

     إن المعلم الجديد ليس كمعلم الأمس انه معلم يتأثر نفسياً بسرعة وأنه تعود على سلوك معين ولم يخضع لمهنة التدريس سوى أشهر قليلة وهي لا تكفي ولا تجعله يواجه ضغوط العمل التي تؤثر سلباً على صحته النفسية ، ومن خلال بعض الدراسات بل وبعض الحالات التي نسمعها فأن تسرب بعض المعلمين الكويتيين و الوافدين من مهنة التدريس يرجع إلى المعاناة النفسية التي تعرضوا لها أثناء العمل ولم يستطعوا التكيف مع ظروف العمل المدرسي وضغوطه .

     إن وزارة التربية لم تدرك خطورة المعاناة التي يتعرض لها المعلمون الجدد وغيرهم في المدارس ، وقد يقول قائل أن الأمور تسير على خير ما يرام ، لكن يتبين أن معلمي الفصول العليا أي معلمي الفصول الثامن إلى الثاني عشر يتعرضون إلى هذه المعاناة اكثر من غيرهم من بقية المعلمين ، وقد لا يبوحون بها خاصة المعلمين الذين لهم خبرة في مجال التدريس ، وهذه المعاناة تجعلهم يقل أداؤهم سنة بعد أخرى ولا يبدعون ، أو يؤثر ذلك على تعاملهم مع الناس والأهل والطلاب ، بل وبعضهم خاصة الذي ليس له خبرة طويلة في مهنة التدريس يراجع الطب النفسي سراً أو يأخذ جلسات علاج نفسي في إحدى العيادات النفسية أليس كذلك ؟ مع ذلك الأمر يحتاج إلى إجراء دراسات للتعرف على أثر ضغوط العمل على المعلم ، وتنبيه المسئولين إلى تكثيف المحاضرات حول أثر ضغوط العمل على المعلمين الجدد والقدامى .