الأحد، 1 ديسمبر 2013

دورة تربية وعطاء




دورة تربية وعطاء
الباحث التربوي / عباس سبتي

     التحق معلمو العالم الإسلامي بدورة تربية وعطاء ، هذه الدورة مع أن مدتها الزمنية " شهر"  فأنها استوعبت المعلمين بفئاتهم المختلفة ، لقد استفاد الكثير من الدورة لكن سرعان ما يرجع المعلم بخفي حنين كما يقول المثل ، لكن قد نرى كباحثين ان الفائدة في هذه الدورة التي مر بها المعلمون قد تؤتي ثمارها ، ذلك ان المعلم ما أن ينهي مدة الدورة إلا ويلتحق بعمله وبالتالي تبقى آثارها المعنوية والنفسية مما يعني الاستفادة منها أثناء العمل خاصة في هذه السنة التي يأتي عقد الدورة قبل فتح المدارس مباشرة او أنها عقدت قبل الدراسة بشهر تقريباً ، فهي دورة التحق بها المعلمون شاءوا أم أبوا ، انها دورة شهر تربية وعطاء .

     يستفيد المسلمون عامة والمعلمون خاصة وهم مقبلون على عملهم من شهر رمضان المبارك ونفحاته ، حيث ان النفوس تتهيأ للطاعة والإقبال على ربها سبحانه وتعالى وقد يكون صيام شهر رمضان عبارة عن دورة تربية هؤلاء المعلمين فيتعودوا على الصبر في الطاعة وفي تحمل مشقة الصوم وترك المفطرات مما يذكرهم على مشقة مهنة التدريس والصبر عليها  ، هذا فيما إذا أراد المعلم الاستفادة من هذا الصبر ، وإلا فهو لا يستفيد كما لم يستفد في أشهر الصيام الماضية ،على أي حال ملكة الصبر ليست مكة تخضع لها النفوس طواعية ويسر وإنما تدرب عليها المعلم الذي عمل بجد وإخلاص في تحمل مهنة التدريس ، فهو اولى بخضوعه لهذه الملكة من غيره ، لكن شهر رمضان يجعله أكثر صبراً على أذى الطلاب وعلى تحمل عبء الأعمال الإضافية ، وعلى تحمل سلبيات المشكلات المدرسية .

     دورة شهر رمضان تعود المعلم الصائم على الطاعة خاصة وان مهنة التدريس من القربات إلى الله سبحانه إنها مهنة الأنبياء التي تحدث تغييرات في المجتمع من خلال إطاعة أوامر الله عز وجل في تربية أفراد الأمة وتهذيب نفوسهم وتكاملها .

     وهذا يجعل المعلم أي معلم وفي أي تخصص وفي أي مادة دراسية ان مهمته تربية الطلاب وإرشادهم نحو الفضائل ومكرمات الأخلاق ، أنه قدوة وأسوة لهم وبسلوكه وبعطائه وبتفانيه يحترمه الطلاب وأفراد المجتمع .

     دورة شهر رمضان دورة عطاء وإيثار فيتعلم المعلم كيف يؤثر الآخرين على نفسه خاصة طلابه الذين هم امانة في عنقه ، فيضحي بكل شيء من أجلهم فينال محبتهم فيقبل طلابه على مادته ويحبونها ويصبح المعلم من وسائل ترغيب وتحبيب الدراسة في نفوس الطلاب بعد كانوا آخر ما يفكرون به هو المواد المدرسية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق