الانترنت تعليم أم
ترفيه
الباحث التربوي /
عباس سبتي
في أحدث
دراسة ظهرت قبل أيام ( يوليو 2010) في
لندن حول مدى استفادة طلاب المدارس من الشبكة العنكبوتية ، فقد أشارت نتائج هذه
الدراسة إلى ميل الطلاب إلى استخدام شبكة الانترنت من اجل الترفيه وإشباع الفضول
لديهم ، ولو أن هناك مؤشرات ظهرت من قبل بعض التربويين على أن الطلاب يجيدون
استخدام الانترنت في كتابة البحث العلمي
وفي ترجمة القطع في المختبرات بشرط يكونوا تحت الرقابة ، وبالمناسبة فقد أعرب
بعض المسئولين في الحكومة البريطانية السابقة عن أملهم في تزويد الأسر الفقيرة في
بريطانيا بشبكة الانترنت لاستفادة أبنائهم وزيادة معلوماتهم الدراسية خاصة
بعد ظهور نتائج هذه الدراسة بسبب عدم جدوى
هذه الشبكة في زيادة التحصيل الدراسي لطلاب المدارس .
أقول هذه
بريطانيا وهي من الدول التي تهتم بالتعليم وتهتم بالدراسات التربوية من اجل تطوير
التعليم لديها تشعر بخيبة امل في اتجاه طلاب المدارس إلى عدم استخدام الانترنت
الاستفادة العلمية ، بل وتأخر الطلاب دراسياً بعد أن أخذت هذه الشبكة الوقت الكثير
من هؤلاء الطلاب في تصفح مواقع الترفيه ، ومنهم من وصل إلى درجة الإدمان ، وإهمال
الاستذكار والمتابعة الدراسية في المنزل ،
ما بال دول العالم الثالث ؟
السؤال المطروح
:
لماذا تصبح
المناهج الدراسية عبأ وثقلاً يشعر بها الطلاب أكثر من الكبار بينما هناك الاهتمامات الأخرى يتقبلها طلاب المدارس في
مختلف دول العالم وتكون من اولوياتهم ، فإذا كانت هذه الدراسة قد صدمت التربويين
قبل غيرهم أن طلاب المدارس لا يحبون الدراسة وما تفرضه المدارس على طلابها فأن
الطلاب يتجهون إلى أمور اخرى كمتنفس لرغباتهم وإشباع لهواياتهم ، أليس يعني ذلك
إعادة النظر في المناهج الدراسية ؟ فإذا كانت بريطانيا تعتمد مدارسها على الانترنت
في كتابة الطالب بحوثه فأن التربويين لا يعرفون كيفية الاستفادة من الانترنت
بالشكل الصحيح لماذا ؟
إن المناهج
الحالية أو بالأحرى الكتاب المدرسي قد يجد نفسه خارج المعادلة المدرسية في
المستقبل المنظور بالنسبة للدول المتقدمة التي تعتمد على عامل المرونة في صياغة
مناهجها المدرسية ، أي أن هذه الدراسة تجعل الباحثين يطرحون البدائل التي تشجع
الطلاب على الاهتمام اكثر بالمواد الدراسية مثل اهتمامهم بقضايا اللعب الالكتروني
أو الرياضة أو المغامرات ، وهذا يعني أن
الشبكة الالكترونية تكون بديل الكتاب المدرسي ، أي على الطالب أن يخصص وقتاً أمام
شبكة الانترنت في المنزل ليحضر المواد التي سيدرسها في المدرسة ، إلى جانب مساهمته
في صناعة المعلومات او البحث عنها بالوسائل المتاحة وأن دور المعلم توجيهي اكثر
منه تعليمي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق