مقرر مكافحة
المخدرات
الباحث التربوي /
عباس سبتي
استمعت إلى برنامج
" المخدرات آفة العصر " يوم الجمعة 25/6/2010 ، الذي يبث أسبوعيًا من
إذاعة الكويت وهو برنامج مهم ويخدم شرائح المجتمع وبالذات الباحثين الذين يهمهم
الفئات الشبابية الذين تورطوا بهذه الآفة أو منهم من كان عرضة للوقوع في مهالك المخدرات ، وكان البرنامج
عبارة عن لقاء مع مسئول في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية واحد
المهتمين بمكافة المخدرات ، وحديثه تركز حول ما طرحته الإدارة العامة من برنامج
توعوي على مستوى المدارس الثانوية ، خلال شهرين أبريل ومايو من كل عام دراسي ، ذلك
لخطورة آفة المخدرات على طلاب هذه المدارس بل وانتشارها في المدارس بشكل مروع وجعل
أبنائنا عرضة لمروجي هذه المخدرات بسهولة في المدارس وخارجها .
كنت أتساءل
كمهتم وكباحث وكولي أمر هل هذا اللقاء يكفي ، خاصة وقد يرى المسئولون بالإدارة
العامة لمكافحة المخدرات بعض المعوقات تعترضهم في المدارس منها ضيق الوقت وعدم
الالتقاء بكل طلاب المدارس وصغر حجم ومكان المحاضرات والندوات وقلة عدد المدارس
التي تعقد بها هذه اللقاءات وشعور مدراء
المدارس بتكرار عناوين المحاضرات وعدم التجديد فيها ، وعدم ترك أثر كبير على نفوس
الطلاب وشعور أكثر الطلاب بحضورهم اللقاء أنهم يتخلصون من المواد الدراسية الجافة
وحضورهم للندوة عبارة عن تنفيس وراحة فقط ، بل وشعور بعض أن ذلك يفتح مجال تجريب
هذه الآفة السامة من باب المجازفة والمخاطرة التي يملكها المراهق من خلال
المعلومات التي تطرح في اللقاء التوعوي ...
.
على الرغم
من كل هذه السلبيات فأن الأمل لم يخبو والطموح لم يمت في نفوس المعنيين على كافة
مستوياتهم في التصدي لهذه الآفة التي تنخر جسم الأمة ، لذا أجد لزاماً علينا أن
نكثف الجهود ليس فقط بعقد هذه اللقاءات ونقول اننا نقضي على المخدرات في المدارس ،
لأننا نخدع انفسنا والواقع لا يقول بل ولا يؤيد أننا قللنا من أخطار هذه الآفة
طالما نعترف بانتشار هذه الآفة في مجتمعنا عاماً بعد عام ، بل علينا أن ننسق
الجهود بين الجهات المعنية التي تتصدى لمكافحة المخدرات ، ونبين أدوارها في
المجتمع وفي المدارس وأهمية التعاون معها .
كذلك علينا
أن نوعي أبناءنا الطلاب بخطورة المخدرات عملياً بمعنى أن نقرر مادة دراسية مستقلة
ضمن الجدول المدرسي طوال العام الدراسي مقررة على طلاب المدارس الثانوية تتكون
محتوياتها إلى جانب مكافحة المخدرات وكل المسكرات والتدخين وأيضا مسئوليات الشباب
ودورهم في المجتمع والأسرة ومسارات التوظيف والصحة النفسية والروحية ... إلخ ، يقوم بتدريسها الباحثون والمسئولون في
الهيئات المعنية ولا تكون المادة الدراسية على شكل كتاب مدرسي هدف منه حفظ
المعلومات وصبها في ورقة الاختبار كأي مادة دراسية التي لا يستفيد منها طلاب
المدارس سوى اجتياز الاختبارات ، بل تكون
على شكل تجارب ووثائق وعرض آراء أفراد المجتمع وأفراد الأسرة والطلاب وعمل بحوث
ودراسات وعقد المحاضرات والندوات عرض تجارب التائبين... إلخ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق