الاثنين، 2 ديسمبر 2013

هموم وشجون




هموم وشجون
الباحث التربوي / عباس سبتي

     اطلعت على بعض هموم الناس بخصوص سلبيات العملية التعليمية في البلاد العربية ، خاصة صعوبة المواد الدراسية وكميتها وعدم استفادة الأبناء من بعضها بعد التخرج من الثانوية العامة ، وقلق الأبناء من الامتحان المدرسي .

     تكمن المشكلة إن سيطرة المعلومة " المادة العلمية وكمها " طغت على واضعي  المواد الدراسية حتى أنهم لا يفكرون بمستوى أبنائنا الطلاب او بظروف عصرهم ، فمثلاً هذا المخضرم وهو احد أعضاء لجان التأليف ، تجده يعيش في ظروف أو أنه متأثر بجو عالم الكبار ولا يعرف ما يفكر به أبناؤنا وإنما همه المعلومة التي أكل عليها الزمان وشرب ، وكلما زاد حجم الكتاب كلما زاد سعره ، ألا يعني أننا مازلنا نعود أبناؤنا على الحفظ من أجل صب المعلومات في ورقة الإجابة ومن هذا نشأ الخوف والقلق أيام الامتحانات ، وهل فكر هذا وغيره ممن بيدهم آلة " التأليف " أن هناك أدوات يمكن لطلابنا من خلالها زيادة معلوماتهم دون أن يفتحوا " الكتاب المدرسي " ، كما أن التشعيب العلمي او الأدبي أو سمه بما تريد ، لا يتماشى مع هذا العصر عصر تشابك المعلومات وتداخلها ، وهذا يعني أن على طالب الثانوية مثلاً أن يوازن في دراسته بين المواد العلمية والمواد الأدبية ، وبالتالي هذا المقترح سوف يوفر علينا كثير من الجهد والمال ، في مقابل نقضي على فكرة أننا بحاجة ماسة إلى التخصصات العلمية فقط ، أو أن المواد الأدبية لا يستفيد منها أكثر طلابنا .

     ومن جهة أخرى هل فكر أصحاب لجان التأليف أن يتعرفوا على رغبات الطلاب أو أخذ آرائهم لكي نضع هذه الرغبات والاهتمامات في الاعتبار عند صياغة الكتب المدرسية ، وكيف نسهل للطلاب أنشطة حركية وعقلية مصاحبة لهذه الكتب .

     هناك من يشتكي بأن الأبناء يعتمدون كلياً على معلمي المدرسة في اكتساب المعلومات واختيار الأنشطة ، وحتى المعينات او الواجبات المنزلية يقوم بها الكبار بدلاً من الطلاب ، لأن هناك مراكز تقوم بكتابة البحوث أو عمل المشاريع والوسائل التعليمية التي يكلف بها المعلمون طلابهم ، وبالتالي أصبحوا اتكاليين ، فهذا صحيح إذا نظرنا إلى واقع مناهجنا المدرسية وواقح أساليب تقويم أداء الطلاب والذي يعتمد على أسلوب واحد فقط ( ورقة وقلم ) ، وعدم تنوع طرق التدريس وغياب أساليب التعلم ، فماذا نتوقع من مخرجات التعليم لدينا .

     ولعل هذه الهموم والشجون شائعة في الأدبيات التعليمية وفي وسائل الأعلام وعلى ألسنة عامة الناس وخلال قرارات القيادات السياسية في البلاد العربية ، إلا أنها لا تزال أو تختفي بالبهرجة الإعلامية والمؤتمرات ما لم تكون هناك جدية ومتابعة لهذه المؤتمرات وتفعيل قراراتها وتوصياتها على أن يتبع ذلك تغيير جذري في بنى العملية التعليمية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق