هموم
وشجون
الباحث
التربوي / عباس سبتي
اطلعت على بعض هموم الناس بخصوص سلبيات العملية التعليمية في البلاد
العربية ، خاصة صعوبة المواد الدراسية وكميتها وعدم استفادة الأبناء من بعضها بعد
التخرج من الثانوية العامة ، وقلق الأبناء من الامتحان المدرسي .
تكمن المشكلة إن سيطرة المعلومة " المادة العلمية وكمها " طغت
على واضعي المواد الدراسية حتى أنهم لا
يفكرون بمستوى أبنائنا الطلاب او بظروف عصرهم ، فمثلاً هذا المخضرم وهو احد أعضاء
لجان التأليف ، تجده يعيش في ظروف أو أنه متأثر بجو عالم الكبار ولا يعرف ما يفكر
به أبناؤنا وإنما همه المعلومة التي أكل عليها الزمان وشرب ، وكلما زاد حجم الكتاب
كلما زاد سعره ، ألا يعني أننا مازلنا نعود أبناؤنا على الحفظ من أجل صب المعلومات
في ورقة الإجابة ومن هذا نشأ الخوف والقلق أيام الامتحانات ، وهل فكر هذا وغيره
ممن بيدهم آلة " التأليف " أن هناك أدوات يمكن لطلابنا من خلالها زيادة
معلوماتهم دون أن يفتحوا " الكتاب المدرسي " ، كما أن التشعيب العلمي او
الأدبي أو سمه بما تريد ، لا يتماشى مع هذا العصر عصر تشابك المعلومات وتداخلها ،
وهذا يعني أن على طالب الثانوية مثلاً أن يوازن في دراسته بين المواد العلمية
والمواد الأدبية ، وبالتالي هذا المقترح سوف يوفر علينا كثير من الجهد والمال ، في
مقابل نقضي على فكرة أننا بحاجة ماسة إلى التخصصات العلمية فقط ، أو أن المواد الأدبية
لا يستفيد منها أكثر طلابنا .
ومن جهة أخرى هل فكر أصحاب لجان التأليف أن يتعرفوا على رغبات الطلاب أو
أخذ آرائهم لكي نضع هذه الرغبات والاهتمامات في الاعتبار عند صياغة الكتب المدرسية
، وكيف نسهل للطلاب أنشطة حركية وعقلية مصاحبة لهذه الكتب .
هناك من يشتكي بأن الأبناء يعتمدون كلياً على معلمي المدرسة في اكتساب
المعلومات واختيار الأنشطة ، وحتى المعينات او الواجبات المنزلية يقوم بها الكبار
بدلاً من الطلاب ، لأن هناك مراكز تقوم بكتابة البحوث أو عمل المشاريع والوسائل
التعليمية التي يكلف بها المعلمون طلابهم ، وبالتالي أصبحوا اتكاليين ، فهذا صحيح
إذا نظرنا إلى واقع مناهجنا المدرسية وواقح أساليب تقويم أداء الطلاب والذي يعتمد
على أسلوب واحد فقط ( ورقة وقلم ) ، وعدم تنوع طرق التدريس وغياب أساليب التعلم ،
فماذا نتوقع من مخرجات التعليم لدينا .
ولعل هذه الهموم والشجون شائعة في الأدبيات التعليمية وفي وسائل الأعلام
وعلى ألسنة عامة الناس وخلال قرارات القيادات السياسية في البلاد العربية ، إلا
أنها لا تزال أو تختفي بالبهرجة الإعلامية والمؤتمرات ما لم تكون هناك جدية
ومتابعة لهذه المؤتمرات وتفعيل قراراتها وتوصياتها على أن يتبع ذلك تغيير جذري في
بنى العملية التعليمية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق