ما
دور مراكز البحوث لدينا ؟؟
الباحث التربوي / عباس سبتي
في كل جامعة هناك مركز
أو معهد للأبحاث بقوم بتنمية الدراسة البحثية في مجال العلوم النظرية والتطبيقية ،
وهذا ما نشاهده في الدول المتقدمة ، ويتولى فريق بحثي عالي التدريب والخبرة إدارة
مركز الأبحاث ، ويخصص لهذا المركز ميزانية خاصة قد تفوق كثير من ميزانية أية وزارة
من الوزارات ، لأن البحث العلمي يقوم بتنمية الصناعة والتجارة
والزراعة وبقية الخدمات في أية دولة .
إذا رجعنا إلى الوراء نجد أن الأبحاث العلمية الطبيعية، أو الكيميائية، عاملاً في تقدم الصناعة وإيجاد الطاقة، والكشف عن أسرار المادة وتفاعلاتها، والبحث العلمي هو الذي مكن الإنسان - لأول مرة - من الخلاص من قوة الجاذبية والوصول إلى الكواكب واستخدام الأقمار الصناعية في التليفزيون والتجسس وإنتاج مواد يقوم عليها الكمبيوتر، وكل ما نشاهده من تقدم وتطور هو حصيلة البحث العلمي النظري، والتجدد للمعرفة، ولكن ما حال مراكز البحث العلمي في الدول العربية ؟ لعل تأخر الدول العربية صناعياً وتكنولوجياً وراء تردي أحوال مراكز البحوث فيها ، ومن أسباب هذا التأخر قلة الإنفاق على هذه البحوث علماً إن أصغر دولة - إسرائيل - تنفق على البحث العلمي أضعاف أضعاف ما تنفقه الدول العربية مجتمعة وهذا هو سر تفوقها، لأن المعرفة هي سر القوة والطريق إليها.
ومما يسيء إلى قضية الخريجين ذوي تخصصات علمية نادرة ، تحويل عدد كبير منهم إلى وظائف مكتبية ( كتبة ) جعلت الجهاز الإداري الممثل في دواوين الحكومة متخم بموظفين يجلسون على المكاتب ولا حاجة للعمل بهم، بحجة عدم وجود تخصص مطلوب لهم ، وقد شهدت الدول النامية ومنها العربية هجرة معاكسة من العقول منها وإلى الدول الغربية بحثاً عن فرص العمل .
في هذا العصر هناك حرب خفية بين بعض دول العالم في مجال التكنولوجيا وأسرارها وقد تحاول دول متقدمة منع دولاً أقل تقدماً من تطوير نفسها تكنولوجياً بل واتهامها صناعة الأسلحة المحرمة دولياً ، حتى تعرقل مساعيها في التقدم التكنولوجي ، وان تجعلها تدور في فلكها ، لذا علينا كدول صغيرة أن نعتمد على أنفسنا مع الإمكانات المحدودة التي عندنا وأن نهتم أكثر بمراكز البحوث التطبيقية كي نتقدم بل ننافس الدول المتقدمة ، وقد يحتاج الأمر إلى إعادة النظر بمناهجنا الدراسية ، كي نطور آليات مراكز البحوث لدينا ، أليس كذلك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق