السبت، 30 نوفمبر 2013

هل يمكن الاستغناء عن الكتاب المدرسي ؟




هل يمكن الاستغناء عن الكتاب المدرسي ؟
الباحث التربوي / عباس سبتي

     السؤال الذي يطرح نفسه في المنتديات التربوية ، بعد اعتماد الناس وبالذات المتعلمين على الشبكة العنكبوتية ، لقد انقسم التربويون في إجاباتهم منهم يقول الكتاب يحوي معلومات وحقائق لا توجد في أي كتاب ، وأن معلومات الكتاب المدرسي  تخدم الأهداف التعليمية وتناسب المستويات الذهنية والنفسية لطلبة مراحل التعليم المختلفة  ويقول آخرون :  متى نتخلص من الكتاب المدرسي الذي أصبح عبأ ثقيلاً على أولادنا ، ويذكرهم بالامتحان وقلقه ومنغصاته ؟

     ويقول غيرهم أن لجنة التأليف لا تراعي الحداثة والأصالة في المعلومات عند صياغة الكتاب المدرسي ، لأن هذه المعلومات قد أعددت منذ فترة طويلة ناهيك أن الكتاب المطبوع يطبع باعداد ونسخ تخدم الخمس إلى العشر السنين القادمة ، بينما المعلومات تتفجر ليس كل ساعة بل كل دقيقة وثوان ..ويضيف آخرون : أن المعلومات قد أعدت من قبل مجموعة من المؤلفين منذ زمن ، و إذا ما قسناه بعصر السرعة وثورة المعلوماتية الآن، فإنه بعيد وقديم جداً، أي منذ خمس سنوات مضت، والمعلومات تتضاعف الآن كل عام، بعد أن كانت تتضاعف كل مئة عام ما بين 1750-1850م، وأتساءل أنا هل سيبقى الكتاب المدرسي هو الكتاب الوحيد المعول عليه في مدارسنا لنقل المعلومات والمعارف وتنمية المهارات وما إلى ذلك، أو أنه لا بد من البحث عن مصادر أخرى ادق من الكتاب المدرسي ويتلافى النقص والعيوب .

     وقال متخصص في الالكترونيات :لقد ظهر الكتاب الإلكتروني بدلاً من الكتاب الورقي نتيجة التقنيات الحديثة ومن خلاله يستطيع القارئ أو الباحث قراءة واستعراض وطباعة الكتب مباشرة على الشاشة الإلكترونية للمعلومات المخزنة في أوساط التخزين المختلفة الثابتة  ، كذلك يمكن استعراض المعلومات من خلال الشبكات الدولية الانترنت ، أو من خلال وسائط الاتصالات الحديثة، إضافة إلى إمكانية مراجعة البيانات للكتب الإلكترونية المخزنة على الأقراص الليزرية أو الضوئية. والتي يمكن أن تضم موسوعات علمية هائلة الحجم في وسط تخزين صغير الحجم .

     وقال مسئول في وزارة ... :علينا أن نعترف أمام أنفسنا ونواجه الواقع ونتعامل مع معطيات العصر الجديد، فإذا كان لا بد من محو الأمية فهي الأمية الحضارية وليست الأبجدية، لأن الأبجدية مرحلة أو سلم كان لا بد منه للوصول إلى الكتاب الإلكتروني، فأمية القرن الحالي هي أمية الجهل بالحاسوب وبشبكات الاتصالات الإلكترونية، ولا بد من البحث عن وسائل جادة لمحو هذه الأمية المعلوماتية أو لتحديد حجمها وخطورتها على مجتمع المستقبل والأجيال القادمة .

     أخيراً أقول لاختصر المقال : الاعتماد على الكتاب الالكتروني للحصول على المعلومات التي تخدم المنهج المدرسي أخذ يسير بخطى متواضعة عند بعض المعلمين الذين يريدون الاستفادة من تقنية المعلومات ، وأنه حان الوقت لإعطاء المعلم والتلميذ أهداف التعليم وليكون دورهما البحث عن المعلومة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق